هذه هي الحلقة الثالثه لوصايا الامام موسى ابن جعفر عليه السلام
يا هشام ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب . وقال : والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب وقال : إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب . وقال : أفمن يعلم أنما انزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب وقال : أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب. وقال : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب. وقال : ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولي الألباب " وقال : وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين. يا هشام إن الله تعالى يقول في كتابه : إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب يعني : عقل : وقال ولقد آتينا لقمان الحكمة ، قال : الفهم والعقل . يا هشام إن لقمان قال لابنه : تواضع للحق تكن أعقل الناس ، وإن الكيس لدى الحق يسير ، يا بني إن الدنيا بحر عميق ، قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله ، وحشوها الإيمان وشراعها التوكل ، وقيمها العقل ودليلها العلم ، وسكانها الصبر . يا هشام إن لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، و لكل شئ مطية ومطية العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه . يا هشام ما بعث الله أنبياء ه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة . يا هشام إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنه ، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة - عليهم السلام - ، وأما الباطنة فالعقول .