هم الركن الشديد الذين تمناه لوط النبي ? ضد الكفار والمنحرفين من قومه. قلوبهم كزبر الحديد، وكالحجر، وإن الواحد منهم أجرأ من ليث وأمضى من سنان، ويعطي قوة أربعين رجلاً، لو مروا بالجبال لتدكدكت يتمنون أن يقتلوا في سبيل الله. إلى غير ذلك من الأوصاف. وقد تكرر الكثير منها في عدد من الروايات.
وزبر الحديد، بضم الأول وفتح الثاني، جمع زبرة، وهي القطعة منه. قال الله تعالى: "آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ..."[].
أي قطع الحديد.
والتشبيه للقلب بقطع الحديد، وبالحجر لمزيد التأكيد على عظمة الشجاعة والجرأة، وعدم تطرق الخوف والتلكؤ على القلب، أعني وجدان الإنسان وفكره.
وأوضح من تشبيهه بالسيف وبالسنان. فإنه ليس فقط مثل هذه الجمادات في الأثر بل هو أجرأ من ذلك، وأمضى في العمل والنشاط.
وأوضح منه قولهم ? : أنه يعطي الفرد منهم قوة أربعين رجلاً من غيرهم، فأنه لا يراد بذلك التحديد بل التقريب... ويكون المؤدى أن الأثر العملي الفعلي لنشاط الفرد من أصحاب الإمام المهدي ? يكون معادل للأثر الفعلي الناتج عن نشاط جماعة ضخمة من الرجال، متكونة من أربعين فرداً على وجه التقريب.
وأعتقد أننا ينبغي أن نفهم من الأربعين، من يتصف بالجرأة والشجاعة بالمقدار الإعتيادي. وإلا فلا شك أن الفرد من أصحاب الإمام تزيد قيمته المعنوية على كل التافهين والمخنثين في العالم، وإن وصل عدهم إلى عشرات الملايين.
وبهذه الشجاعة النادرة وارتفاع المعنويات الضخم، يمكنهم القيام بالمسؤولية العالمية، من فتحه والمحافظة على عدله، وتغيير مجرى التاريخ تماماً. ويكتبون بأيديهم على كل ظلم وفساد سطور الخيبة والزوال.
إلا اننا - على أي حال - نعلم أن مثل هذه الشجاعة الإيمانية، تتناسب تناسباً طردياً مع زيادة الإيمان، فتزداد بزيادته وتنقص بنقيصته. لوضوح أن الفرد كلما كان أشد إيماناً بالهدف وأكثر إخلاصاً له، كلما ازداد جرأة في عمله وتضحية على طريقه.
وبذلك نستطيع أن نحكم: أن الخاصة من الإمام المهدي ? وهم القادة والحكام، أشجع وأقوى إرادة وأمضى عزيمة من الآخرين. وإن كانوا هم والآخرون يمثلون كل الأوصاف المذكورة في الروايات وتنبسط عليهم خصائصها جميعاً. ومعه فالمفهوم أن الخاصة يتصفون بصفات أعلى مما هو مذكور في الروايات.