ولادة الناطقين
جزء من خطبة السيد القائد مقتدى الصدر ( الجمعة السادسة )
في هذا الشهر تقع أعظم مناسبة واعز مناسبة على قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وكانت فاتحة الخير على الكون كله ففيها ولد سيد الكائنات وأعظم الخلق على الإطلاق محمد بن عبد الله (صلى الله عليه واله ) وفي هذه الولادة خرجت البشرية من ظلمة الجهل إلى نور الهدايه والإيمان كما قال الشاعر:
ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تيسم وثناء
فبمجرد ولادته هدمت أبنية الشرك ولله الحمد ودمرت تدميرا وسطعت معه شمس الإسلام والسلام على وجه الأرض وشعشع النور المحمدي الأبدي في قلوب المؤمنين وفتحت أبواب الرحمة لهم بولادة نبي الرحمة .
ومن المعلوم لدى أكثر المسلمين إن في يوم ولادته ولادة أخرى عزيزة على قلوب المؤمنين ألا وهي ولادة الإمام جعفر بن محمد الصادق( عليه أفضل الصلاة والسلام) الذي أحيى شريعة جده محمد( صلى الله عليه واله وسلم) ونشر علومه بين الناس وادخل جميع المذاهب ضمن لوائه الشريف وقد جمع صفات أجداده الكرام من الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وجمع علم الأولين والآخرين من العلوم الإلهية والربانية والدينية والدنيوية على حد سواء فكان بذلك الإمام الذي بهر بعلمه العالم بأسره وكان يقصد من جميع البلاد لينهلوا من علمه الغزير فقد أعلى بذلك كلمة الدين والمذهب وقطع السن الكذب والباطل بعون الله ومشيئته.
هذا ولا يفوتنا بان هناك ولادة أخرى عزيزة على قلوبنا نحن العراقيين بالذات وعلى قلوب المؤمنين كافة ألا وهي ولادة مرجعنا وولي أمرنا ومنقذنا وناصر مذهبنا ومعز المؤمنين في البلاد جزاه الله خير جزاء المحسنين ومحيي الجمعات ومعيدها على وجهها الصحيح الشهيد السعيد محمد الصدر ( قدس سره ) .
إذن فهذا اليوم العظيم ولد فيه العظام الذين بهروا بعلمهم الدنيا وبزهدهم جمعوا الناس حولهم وبتواضعهم زاد حبهم في قلوب المؤمنين وبتصديهم للصلاح والإصلاح كثر محبيهم .
فلك الحمد ياربنا لذلك حمداً لا ينقطع وشكراً دائماً لا يزول ومنة تبقى ما بقيت الحياة فانك بهم نورت عقولنا وطهرت قلوبنا وغرزت فينا التضحية والفداء وكثرت فينا العزم والولاء انك على ذلك لقدير وبالإجابة جدير.
اللهم فبحق المصطفى محمد وبحق الصادق جعفر وبحق الصدر محمد ان تجعل أوقاتنا بذكرك معمورة وبحبهم مغمورة وبحبهم متيمة واجعلهم قدوة لنا في الدنيا والآخرة واحشرنا يا ربنا معهم ولا تحرمنا يا ربنا من السير على نهجهم والاقتداء بهم فإنهم أوليائنا الصالحين في الدنيا والآخرة .
ولأجل هذه المناسبات الثلاثة العظيمة بل هي أعظم من كل المناسبات على الإطلاق لأنها مقدمة من مقدمات التكامل وخطوة من خطوات الدولة العادلة تحت لواء الإمام المهدي (عج ) فلذا اطرح أطروحة أرجو من المسلمين تطبيقها على الأرض او على ارض الواقع كما يعبرون والأطروحة هي عدم الاكتفاء بيوم واحد بهذه المناسبة العظيمة بل ليكون أسبوعا كاملاً وذلك بالابتداء باليوم الثاني عشر من الشهر والى اليوم السابع عشر أو الثامن عشر من نفس الشهر وفي ذلك وفاء لهم أجمعين واستيفاء لحقهم وفيه أيضا وحدة بيننا وبين إخواننا أهل السنة إي كما يقولون جمعا بين الحقين أو جمعا بين الطرفين.............