قد يتفق الكثير معي ان الصدفة لا تلعب دورا هاما في حادثة ما بقدر، ما تكون يد المشيئة هي التي تحدد معالم ما يجري ...
شاء الله ان تكون ولادة ميمونة لنبي الرحمة ولشخص اخر من ذريته بعد اربعة عشر قرنا او اكثر، في نفس اليوم .هذه الولادة التي تحمل بين طيّاتها الكثير من البشائر ...ولادة يدين كريمتين مدّت الى العباد في جزيرة العرب و في ارض السواد
شاءت الاقدار ان يولد في يوم ولادة هذا النبي سيدا من ذريته اسمه اسم النبي اثر دعوة عند قبره فكان رابط الوصل الى الله هو محمد ((عليه الصلاة والسلام)) فكيف يكون هذا الرابط الذي ارسل من الله بحق النبي ورزقنا به...
ارسل الى صحراء العراق أي صحراء؟ ليست كصحراء الربع الخالي بل اشدّ قسوة واكثر غلظة اجدبت ارضها بعد هروب فلاحيها وكممت افواه الرجال فلا تسمع صرخة ابدا سوى همسات متقطعة من الافواه ربما اكثر خوفا من الساكتين ......
اطلق صوته المدوي انه مرسل الى اهل العراق لينقذهم من الظلال خرست الالسن وكأن على رؤوسهم الطير ... بعد ان علموا انه لن ينثني ولا يخاف اطلقت السهام من كل حدب وصوب ... لم يعلموا انه لبس الدرع الحصين وبين جنبيه تعويذة التوفيق ... لم يأتي جزافا ولم يأتي من فراغ ...
شقّ طريقه وكان الفتح على يديه كفتح مكة كان فتح الكوفة ... تهافت الناس بين يديه كتهافت الفراش على النار لم يبخل بنصيحة ولم يبخل بمساعدة وترقب الناس بعد ان اصبحت لديه السطوة والقوة والرجال الاشدّاء حوله اطلق صرخة الى الطلقاء (( من اليوم تعارفنا )) فلا يُسمع استجابة ولا لبيك ويا ليتها اطلقها الى اهل القبور!!!!
فتساقطت الوجوه واحترقت الاوراق توجه الى اتباعه ليوصيهم اخيرا لأن الاخرين لاحياء لهم لم يوصيهم بمنهجه ولا بمن يورثه اوصاهم بحسرة وبحرقة قلب منكسر (( الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم ))....
فسلام على النبي محمد وعلى اتباعه الذين ظلموا وشُرّدوا واغتصبت حقوقهم
وسلام على الصدر محمد وعلى اتباعه الذين ظُلموا وقتلوا ...
فسلام على النهج المحمدي والخط الحسيني والفكر الصدري ما بقي الليل والنهار .......