[size=24]اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اخوتي ما احوجنا الى الدعاء
وما احوجنا الى فهم مفردات الدعاء وذلك كي لا يكون لقلقة لسان
من اجل هذا وذاك احببت ان انقل للكم شرح دعاء الصباح لمولاي ومولى الموحدين
امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه افضل التحية والسلام)
نقلا من كتاب (شرح دعاء الصباح للشخ نزيه القميحا)
الشرح
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه، وسرّح قِطع الليل المظلم بغياهب تلجلُجه، وأتقن صُنع الفَلك الدوّار في مقادير تبرّجه، وشعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجه].
(اللّهمّ يَامَن دَلَعَ لِسانَ الصباح بنطق تبلّجه)
دلع: أخرج وأظهر.
لسان الصباح: شروق الشمس ووضوح النهار.
النطق: هو ضد الصمت.
التبلج: الإضاءة والإشراق.
المعنى: يا إلهي! يامن أخرجت ضوء الصباح، وأظهرت إشراقة النهار وضوءه...
(وسرّح قِطع الليل المظلم بغياهب تلجلُجه)
التسريح: الإرسال. قال عزّ وجلّ: (أو تسريح بإحسان). البقرة/229.
قطع الليل: أي حركة الليل: درجة درجة، وقطعة قطعة. الغياهب: الظلمة الشديدة.
التلجلج: التردد، مثل لقمة الطعام تتلجلج في الفم، وتتردد للمضغ. وقد قيل: «ألحق أبلج، والباطل تلجلج» ولجّة البحر تردد أمواجه.
المعنى: يا إلهي! يا من أرسل الليل المظلم الشديد الظلمة، متحركاً متردداً ذهاباً وإياباً...
(وأتقن صُنع الفَلك الدوّار في مقادير تبرّجه)
أتقن: أحكم.
الفَلك: جمعها أفلاك، وهي الكواكب والنجوم.
الدّوّار: المتحرك بالاستدارة.
المقادير: من المقدور والقدرة.
التبرج: الزينة، قال تعالى: (وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاُولى). الأحزاب/33.
وزينة الأفلاك هي انتقالها من برج إلى برج، أو هي التي زيّن بها الله السماء الدنيا (ولقد زيّنا السماء الدّنيا بمصابيح). الملك/5.
(صنع الله الذي أتقن كلّ شيء). النمل/88.
المعنى: إلهي! يا من أتقنت وأحكمت صنع كلّ شيء، وفي أجمل تصوير وتبرج وزينة...
(وشعشَع ضياء الشمس بنور تأجّجه)
الشعشعة: المزج والخلط.
التأجج: هو إضرام النار واشتعالها ولهبها.
المعنى: يا إلهي! يا من مزج ضياء الشمس بالأشعة التي تخرج منها حال تأججها واشتعالها، فيكون منها ضياء دائماً أبداً...
[يامن دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته، وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته. يا من قرب من خواطر الظّنون، وبَعُد عن ملاحظة العيون، وعَلِمَ بما كان قبل أن يكون].
(يامن دلّ على ذاته بذاته)
المعنى: هذه فقرة موجزة قالها أميرالمؤمنين(عليه السلام) فيها دلالات واسعة كثيرة.
أي يا إلهي! يا من كان نور ذاته المقدسة، هو دليل موصل للطالبين والراغبين إلى التقرب إليه، والتعرف عليه، فبفضله وكرمه وفيوضاته عرّف عباده على ذاته وعبادته، ودلّهم على كيفيّة الوصول إلى القرب منه، والتعرّف عليه، فهو الخير، ومنه الخير وإليه يعود الخير...
(وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته)
التنزّه: التباعد، فلان يتنزّه عن الأقذار، وينزّه نفسه عنها، أي يتباعد عنها. المجانسة: المشاركة.
المعنى: إنّ الله تبارك وتعالى نأى عن مشابهة مخلوقاته، لأنّه: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). الشورى/11.
(وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته)
المعنى: أنّه تبارك وتعالى جلّ وترفّع عن أن يكون ملائماً ومناسباً لخلق المخلوقين، أو مشابهاً لهم بل هو القديم الأزلي، الذي (لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفواً أحد). الإخلاص/3 ـ 4.
(يا من قرب من خواطر الظّنون)
المعنى: إلهي! يا من تعاليت وتباعدت عن جميع المخلوقات بأجسادهم ومادتهم، وكنت قريباً من خواطرهم ولمحاتهم النفسية، وخلجاتهم القلبيّة. ولكن العلم بك لا يصل إلى حدّ اليقين، بل هو خطرات ظنّية وأمّا معرفتك يا إلهي! المعرفة الحقيقيّة لم تتوفّر إلاّ لقلة من البشر الذين اصطفيتهم، وجعلتهم خزّان علمك ومهبط وحيك، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ! ما عرف الله تعالى إلاّ أنا وأنت، وما عرفني إلاّ الله وأنت، وما عرفك إلاّ الله وأنا.
(وبَعُد عن ملاحظة العيون)
المعنى: إلهي! يا من قربت من خطرات القلوب ولمحات العقول، وبعدت عن لحظات ونظرات العيون إنّك لا تدركك الأبصار ولكنّك تدرك الأبصار وأنت اللطيف الخبير. بتصرف عن الآية/103 من سورة الأنعام.
[/size]