العلم
لعل اهم سلاح يمتلكه الانسان بعد الايمان بطبيعة الحال هوالعلم:فلذا ونحن في خضم الصراع الغربي الاسلامي الثقافي نحتاج الى سلاح نواجه به اعداء الله(جل جلاله) واعداء رسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) واعداء اهل بيته سلم عليهم اجمعين,بل واعداء العلم الذين لطالما اخذوا على عاتقهم اسقاط الشعوب ببحبوبة جهل لامخرج منها الابفضل الله ورحمته التي وسعت كل شي
وعلى الرغم من انهم يريدون اطفاء نور العلم بل ونور الله جل جلاله ,فهم اقرب للشرك ولالحاد دوما,الاانهم لم ولن يستطيعوا الى ذلك سبيلا كما قال تعالى :(يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم ويابى الله الاان يتم نوره
ولوكره الكافرون)(سورة التوبه 32)
لذا فعلى الانسان (المؤمن) الذي غلب هواه وجعل التقوى طريقه والورع نهجه ان يسير بخطه حثيثه نحو الكمال العلمي بعد الكمالات الروحانية والايمانية والاخلاقية,فقد ورد (عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابي بكربن صالح عن القاسم بن بريد,قال :حدثنا ابوعمرو الزبيري عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال:قلت له:ايها العالم اخبرني أي الاعمال افضل عند الله؟ قال :ما لايقبل الله شيئا الابه ,قلت :وماهو؟ قال :الايمان بالله الذي لااله الاهو اعلى الاعمال درجه واشرفها منزلة واسناها حظا)(بحار الانوارج66ص23)
ولعلنا لاندعي زورا او كذبا حينما نقول ان العلم احد اركان الايمان ومن دعائمه المهمه التي يعتمد عليها,او قل عدله ,وممايؤيد ذلك ماورد :عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن عبد الملك بن غالب عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال :ينبغي للمؤمن ان يكون فيه ثماني خصال :وقورا عند الهزاهز,صبورا عند البلاء,شكورا عند الرخاء ,قانعا بمارزقه الله,لايظلم الاعداء ولايتحامل للاصدقاء,بدنه منه في تعب,والناس منه في راحه.ان العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل امير جنوده والرفق اخوه والبر والده)(بحار الانوارج64ص268 )
ومن الواضح والجلي عند الجميع ان الايمان عمل,كما ورد في روايه عن ابي عبدالله (عليه السلام) حينما سئل:(الاتخبرني عن الايمان اقول هو وعمل ام قول بلاعمل ؟ فقال (عليه السلام) :الايمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل الى آخر الروايه)(بحارالانوارج66ص23),وحسب فهمي فان هذا العمل يمكن ان نقسمه الى قسمين:
الاول :العباده بالمعنى الاخص كالصلاة والصوم والتسبيح والتهجد وما الى ذلك,بل قد يعم كل الاعمال الصالحه كالاحسان والصدق والورع والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها,فكما يعلم القارى اللبيب,ان كل عمل ياتي به قربة الى الله تعالى ليس منهيا عنه ولامغوضا عند الله تعالى ,بل محبوبا عنده مطلوبا منه فهو قربوي عبادي من هذه الجهه مادام اتى بشرطه وشروطه بعيدا عن الرياء والسمعه وما الى ذلك من آفات العبادات ,فقد ورد عن ابي عبدالله (عليه السلام) حينما سئل:جعلت فداك ماالعباده؟ قال(عليه السلام):حسن النيه بالطاعه من الوجوه التي يطاع بها الله منها)(بحار الانوارج67ص254) وماذكرنا من اعمال وصفات يطاع بها الله منها ,فافهم.
ويجدر بنا قبل الخوض بالقسم الثاني ذكر روايتين في فضل العباده,حتى نكون قد اعطينا للعباده حقها في هذا المختصر.
الرواية الاولى:(عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عمرو بن جميع عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):(افضل الناس من عشق العباده فعانقها واحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها ,فهو لايبالي على مااصبح من الدنيا على عسر ام يسر)(بحار الانوار ج67ص253)
اما الرواية الثانيه :(عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن ابي جميله قال:قال ابو عبدالله(عليه السلام):(قال الله تبارك وتعالى:ياعبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا فانكم تنعمون بها في الاخرة)(بحار للانوار ج8ص155).
الثاني:العباده بالمعنى الاعم ,او كما يعبر عنه (البر) ووجوه الاحسان ,فيدخل بها كل عمل صالح سواء قصد بها القربى ام لم يقصد.غاية الامر ان المكلف لم يقصد العكس-,والعلم داخل بهذا القسم ,الا ان افضل العلم ماقصد به قربة لله سبحانه وتعالى-كما لايخفى.وممايجب الالتفات اليه ان العلم والايمان قد يجتمعان وقد يفترقان,فرب علم بلا ايمان ورب علم مع ايمان ,وهذا يناظر ماود :رب قارى للقران والقران يلعنه, اذ يمكن القول خصوصا بعد التجرد عن الخصوصيه:رب عالم والايمان يلعنه,وعليه فيكون لدينا اربعة فروض:ايمان مع علم,وايمان بلاعلم ,وعلم بلا ايمان ,ولاعلم ولاايمان,افضلها اولها واسوؤها آخرها.
وفي ضوء ما اوردنا وبعد كل ما قلنا يثبت ان العلم عدل الايمان ,فلاخير في ايمان بلا علم ,فعلينا ان (نطلب العلم ) ونثبت وجوبه او محبوبيته,لكن قبل الخوض بذلك يجدر بنا ان نتقدم خطوة الى الامام ,من خلال اثبات افضلية العلم على العباده,وان الايمان بالعلم لابالعبادة فقط ,وان افضل المؤمنين اعلمهم.
وذلك بالاستناد الى ماورد من ان :(علم ينتفع بعلمه افضل من سبعين الف عابد)(بحار الانوار ج2ص18),وما افهمه من الروايه ان العالم الناطق افضل من العابد الساكت ,خصوصا بعد ان نلتفت الى قيد:(ينتفع بعلمه),اذ هو حيثية تعليلية لتفضيل العلم على العباده,فلو انتفع بعبادته لكان قرينا للعالم.ويمكن توضيح ذلك بصورة اخرى,فنقول :ان العلم ايمان والعبادة ايمان,وفي الرواية نص على ان الايمان الذي ينتفع به الاخرون افضل من الايمان الذي لاينفع الاخرين وهذا واضح لامز يد عليه.