1- أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم ذكر اسم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وغيره من أئمة أهل البيت عليهم السلام في القرآن علي أو اسم أحد الأئمة في القرآن؟
الجواب الكريم، ونحن لا نعلم وجه الحكمة في كثير من الأمور، وهذا واحد منها، كما أن الحكمة الإلهية قد اقتضت عدم بيان تفاصيل كثير من أمور الشريعة في القرآن الكريم، كأحكام الصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها، ولم يقدح ذلك في وجوب تلك التفاصيل.
2- أن الله تعالى ذكر عليا عليه السلام بالصفة في آيات كثيرة تدل عليه، كقوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة:55)، فإنها نزلت في علي عليه السلام كما نص على ذلك بعض المفسرين. وكذا قوله سبحانه: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) (آل عمران:61)، فهو عليه السلام المشار إليه في الآية بالأنفس، وكذا قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (التوبة:19)، وغير ذلك من الآيات الكثيرة، وهذه كافية في الدلالة على فضل أمير المؤمنين عليه السلام، ولا حاجة لذكره بالاسم ما دامت الصفة وافية ببيان المراد.
3- أن الله تعالى أراد أن يحفظ القرآن الكريم من كل تحريف وتبديل، وذكر اسم علي عليه السلام يستدعي تحريفه وتبديله، لأن أعداء أمير المؤمنين عليه السلام كثيرون، ومن تعاقب على حكم المسلمين لا يقر له قرار إلا بمحو اسم علي من القرآن، وبذلك يُحرَّف القرآن ولا تتحقق أي فائدة من ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام فيه.
4- أن من كان معاندا حاقدا على أمير المؤمنين عليه السلام لا ينفع معه ذكر اسم علي عليه السلام في القرآن، فإن كل آية في كتاب الله ورد فيها اسم علي عليه السلام فإنه سيؤولها ويحرف معناها، فيجعل الآية خالية من معناها المراد، فتنتفي الفائدة من ذكر اسم علي في كتاب الله العزيز.
5- أن القرآن قد تكفل بذكر العمومات وأما تفاصيل الشريعة فتكفلت ببيانها السنة النبوية، والسنة النبوية قد أوضحت خلافة أمير المؤمنين عليه السلام بجلاء لمن كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، وكما أن كتاب الله حجة، فإن سنة النبي صلى الله عليه وآله حجة كذلك، ومتى ما جاء حديث واحد فيه إشارة إلى فضل علي عليه السلام أو كان دالا على أنه هو الخليفة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كفى، ولا حاجة لطلب آية تدل على ذلك قد صرح فيها باسم علي عليه السلام ..