من اسرار غيبة الامام المهدي ع

لاجل التعرف على سر الغيبة ومغزاها لابد وان نلقي نظرة على سيرة الائمة الاطهار ع وتاريخهم.فنحن نعلم ان اكثر الناس بايعوا بعد وفاة النبي ص ابا بكر وبعده عثمان.وقد حدث تمرد على عثمان في اواخر حكمه نتيجة للكثير من الاختلالات التي نشات من التمييز المنحرف,فقتلوه ومن ثم بايعوا امير المؤمنين عليا ع .
وقد سكت الامام الذي هو الخليفة المنصوب من قبل الله والرسول ص خلال فترة الخلفاء الثلاثة رعاية لمصالح الامةالاسلامية الجديدة ولم ينطق بشيء الا ما يتم به الحجة.وفي الوقت نفسه لم يتخلف _لحظة_عن تقديم الخدمات والجهود لما فيه مصلحة الاسلام والمسلمين,ولكن فترة خلافته استغرقت كلها في محاربة اصحاب الجمل ومعاوية والخوارج واخيرا استشهد بيد احد الخوارج
وقد توفي الامام الحسن ع مسموما بامر من معاوية وبعد موت معاوية تربع على عرش الحكم ابنه يزيد الذي لم يكترث حتى بمظاهر الاسلام,وكان من المتوقع ان يتعرض الاسلام للابادة والدمار نتيجة لهذه المسيرة الهابطة,ولذلك لم يجد الامام الحسين ع مناصا من النهوض واعلان الثورة, وانقذ(باستشهاده مظلوما) الاسلام منخطر الابادة حيث بعث في المسلمين الوعي واليقظة,بيد انه لم تتوفر الظروف الموضوعية لاقامة الدولة العادلة.ومن هنا قام سائر الائمة الاطهار ع بتثبيت الاصول العقائدية وترسيخ ونشر المعارف والاحكام الاسلامية,وتربية النفوس المؤهلة وتهذيبها,وحينما تسمح الظروف كانوا يحرضون الناس_سرا_على محاربة الظالمين والجبابرة والطواغيت, ويزرعون فيهم الامل بتحقق الدولة الالهية العالمية,واخيرا استشهدوا_جميعا_واحدا بعد الاخر.
وعلى كل حال تمكن الائمة الاطهار ع خلال قرنين ونصف من عرض الحقائق الاسلاميةوبيانها للناس ,بالرغم من مواجهتهم الكثير من التحديات والمشاكل والمتاعب الشديدة,وقد بيّنوا بعضا منها للناس عامة وبعضها بيّنوها لخصوص شيعتهم وخواص اصحابهم,وبذلك انتشرت المعارف
الاسلاميةبمختلف ابعادها وجوانبها في الامة.وضمن_بذلك_بقاء الشريعة المحمدية,وقد تشكلت _خلال ذلك هنا وهناك في البلاد الاسلامية بعض الجماعات التي اندفعت لمحاربة الحكام الجائرين,وامكنهم _ولو بصورة محدودة_منع الجبابرة والطواغيت من التمادي في غيّهم وجورهم وعبثهم.
ولكن الذي كان يثير فزع الحكام الظالمين وقلقهم اكثر هو,الوعد بظهور الامام المهدي ع الذي كان يهّددوجودهم وكيانهم,ومن هنا فرض المعاصرون منهم للامام الحسن العسكري ع رقابة مشّددة عليه,ليقتلوا اي طفل يولد له,وقد استشهد الامام ع نفسه بايديهم وهو في ريعان شبابه,ولكن شاءت الارادة الالهية ان يولد المهدي ع وان يدّخر لخلاص البشرية ونجاتها,ولهذا السبب لم يوّفق للقائه خلال حيات ابيه_وحتى الخامسة من عمره_الا افراد قليلون من خواص الشيعة,بيد ان الامام ع ارتبط بالناس بعد وفاة ابيه بوساطة نوّاب اربعة,كلّفوا بمهمة النيابة الخاصة,واحدا بعد الاخر, وبعد ذلك بدات(الغيبة الكبرى)الي ستستمر الى مدة غير معلومة,حتى اليوم الذي يتم فيه اعداد البشرية لقّبل الحكومة الالهية وحينئذ سيظهر الامام ع بامر من الله تبارك وتعالى.
اذن فالسر في غيبته هو ,الحفاظ عليه من ايدي الجبابرة والجائرين,وقد اشير في بعض الروايات الى حكم اخرى,منها امتحان الناس(خاصة شيعتهم)واختبار مدى استقامتهم وثباتهم بعد اتمام الحجة عليهم.والملاحظ ان الناس لم يحرموا_تماما_من عطاءات الامام ع خلال الغيبة,وكما ورد في الروايات فلنه كالشمس خلف الغيوم ,حيث يستفاد من نورها وشعاعها,وقد وفّق الكثير من الافراد المتصفون بصفة الاخلاص للقاء الامام ع وان ظهر بصورة رجل مجهول,واستفادوا منه الكثير في قضاء حوائجهم
ومعالجة مشاكلهم المادية والمعنوية.ويعتبر بقاؤه حيا عاملا كبيرا ومؤثرا في زرع الطمانينة وشيوع الامل بين المستضعفين ليحاولوا اصلاح انفسهم واعدادها لظهوره المبارك

احسنت اخي فداء الزهراء على هذاالموضوع

شكرا لك المرور والتعليق حبيبي

وفقك الله أخي
وجعلك من أنصار الحجة بن الحسن عليــــــــــ السلام ــــــــــــــه

انالك الله نصرة القائم المهدي ووفقك للمزيد من العطاء

احسنت اخي الغالي

طرح موضوعي سلس

وفقت وجزاك الله خير جزاء المحسنين

اشكر لك دوام التواصل

دعواتي
من اسرار غيبة الامام المهدي ع 56840

الشكر من الله لكم على مروركم الكريم وجعلنا الله واياكم من انصار الحجة ابن الحسن ع