النصاب في علم الاخلاق

معنى
النصاب

يقول السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) في كتابه فقه الأخلاق
ج2 ص54

يشترط النصاب في دفع الزكاة،ومقتضاه انه لا يجب دفع
الزكاة من كل مال،بل من خصوص الأموال التي تبلغ حد النصاب. وفي هذا تسهيل على
المالكين بطبيعة الحال، وتوفير نسبي لأموال الأغنياء .

والمراد ألان فهم معنى النصاب معنوياَ، وهو يعّبر عن
مرحلة من مراحل الكمال نفسيا او عقليا او روحيا، وفي الحكمة:ان كل من وصل الى
مرحلة من مراحل التكامل استحق المرحلة التي تلي.لكنه لن يستطيع الوصول إليها إلا بتأسيس
العمل عليها،والجهد الموصل إليها، وإلا فسيكون الطريق إليها مسدود.

لازم ذلك ان(الطفرة)في مراتب الكمال متعذرة بل
مستحيلة،وانه لابد من التدرج المستمر. ولا يمكن المرور في أكثر من مرحلتين بدون
المرور بسوابقها ولو قليلا .

وهذا لا يختلف في كل أنحاء تكامل الإنسان، فالتكامل العلمي
من الناحية الثقافية كذلك،فلا يمكن ان يدخل الفرد في العلم الأعمق إلا بعد اطلاعه
على الأقل والأخف،وهكذا كل درجة.

فيكون معنى النصاب هو درجة الكمال التي وصل إليها، ولا
تجب الزكاة قبل ذلك، أي لا يستحق التكامل الى التي بعدها، ما لم يصل الى هذه
الدرجة من الكمال بالذات. ونصب الزكاة متعددة.وكذلك مراتب الكمال.وكلما زاد النصاب
زاد المقدار المدفوع،وكذلك الحال في
الكمال.

والمقدار المدفوع في الجانب المعنوي له أكثر من معنى: إما
بمعنى تعليم العلم للآخرين المستحقين له، وليس لكل واحد،وإلا لم يكن دفعها مجزيا
ولا جائزا. وفي خطبة أمير المؤمنين(عليه السلام): ( المال تنقصه النفقة،والعلم
يزكو على الإنفاق).

وأما بمعنى تقديم التضحية المناسبة مع المقام الذي وصل
الفرد عليه لأجل التسبيب للوصول الى المقام الذي بعده، كما قال الله تعالى : (وسعى
لها سعيها وهو مؤمن)الإسراء\19 .وكل مقام يحتاج الى سعيه المناسب له.

وأما معنى التنازل عن الذات،او عن بعضها لله عز وجل في الأوصاف
والأفعال،وذلك بالتوكل عليه سبحانه،وإخلاص النية له،والرضا بقضائه ونحو ذلك.

موضوع: رد الثلاثاء 18 مايو 2010, 1:54 pm

جعلك الله من السائرين في مدارج الكمال

شكرا على مرورك ودعائك وفقك الله

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

بارك الله في سعيك ووفقك للنصح والأفادة

اشكر لك الطرح الجميل المفيد ولا حرمنا الله تواصلكم

انتظر مساهماتك القادمة بشغف

واسأل الله لك التوفيق

الله يوفقك اخي العزيز

» كتاب فقه الاخلاق - الجزء الثاني