شهيد الجمعة
لن يميتوا صدرنا لن يميتوا الذكريات
لن يميتوا صوته هاتفاً ضد الطغاة
لن يميتوا نفسه فهي نبراس الحياة
وسيبقى خالداً في قلوب حافظات
من صغار أوكبار سوف تروي المعجزات
كيف عاد النبض فينا بعد أن كنا موات
كيف عاد الوعي فينا بعد أن كنا سبات
كيف بالجمعة كنا نلتقي منذ الغداة
في سبيل الله نأتي أخوة أوأخوات
نسمع الذكر لنربوا عن طريق العثرات
كيف كان الصدر يأتي مرشداً للحسنات
يرتقي المنبر شمساً لينير الظلمات
نستقي منه دروساً هي من أحلى العظات
كيف أصبحنا كراماً برؤوس شامخات
كيف أصبحنا كفرد بعد أن كنا فئات
كل هذا قد بناة بالدماء الزاكيات
ولقد كنا ينادي بيقين وثبات
إن في موتي شفاء وسروراً للطغاة
فخذوا مني دمائي وخذوا مني الحياة
ليظل الدين حياً فهو للناس النجاة
هكذا ضحى ليرقى لأعالي الدرجات
ولئن كنا نحيي صدرنا بالصلوات
فهناك إستقبلته سادات الكائنات
و(علي) سد أبواب الضريح الطاهرات
والسماوات بكته بأحر الزفرات
ولقد غابت بفقد الصدرعنا البركات
سوف لن نبكي دموعاً بل سنبكي جمرات
وسيبقى الحزن فينا وستبقى العبرات
والى الكوفة نمضي نستعيد النفحات
وسنسقي بدمانا أبداً تلك النواة
ليصير الكل (صدراً) ومناراً للهداة
عهدنا هذا فخذه يا شهيد الجمعات