ما جاء في احد خطب امير المؤمنين (( عليه السلام ))
الذي ذكره السيد الشهيد في احد خطب الجمعة المباركة
قال : (( ينحدر عني السيل ولا يرقى اليّ الطير ))
يمثل نفسه والكلام للسيد الشهيد ( محمد محمد صادق الصدر )(قدس)
يمثل نفسه بالجبل العالي الأشم والقمة الشامخة جدا ينحدر منها السيل وهو سيل العلوم والعطاء والمواهب على البشرية بمقدار استحقاق كل فرد منها فأنهم سلام الله عليهم أبواب الله وخزان علمه واسباب رحمته واولى من يكون منهم هو جدهم واميرهم علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام .
(( ولا يرقى اليّ الطير )) ـ يعني حسب فهمي ولكل واحد فهمه ـ يعني المتكاملين الصاعدين في درجات الكمال يمثلهم بالطير الذي يستمر في صعوده والمتكاملون من البشرية على اشكال مختلفة واتجاهات متباينة فأن كل ملكات الانسان قابلة للتكامل على مختلف المستويات وبأسباب مختلف العلوم جسديا وعقليا ونفسا وروحيا وغير ذلك واعلاها طبعا وأهمها هو الكمال النوراني في عالم الروح فهو ـ أميرالمؤمنين ـ ( عليه السلام ) يمثل الصاعدين في هذا المجال كالطير وأنهم لا يُحتمل أن يرقوا اليه أو يصلوا الى مرتبته ( ولايرقى اليّ الطير ) وانما غاية ما لديهم بكل تواضع رغما على آنفهم هؤلاء الذين يدعون الكمال الآن وانما غاية ما لديهم انهم لايتكاملون الأ بحبه وولايته ولايأتيهم عطاء حقيقي إلا بتسبيبه وشفاعته والمميزات التي انفرد بها امير المؤمنين ( عليه السلام) كثيرة جداً دنيوياً وأخروياً فالذي يمكن القول انه انفرد بكل مميزاته وعالي بكل اوصافه وأن كانت هذه الاوصاف موجودة عند البشر إلا انه بالنسبة الى مرتبته لايماثله فيها احد وخاصة اذا قصدنا مرتبة الكمال الحاصل عليها في أي حقل من حقول المعرفة بازاء الاشخاص الاخرين غير شخص رسول الله (صلى الله عليه واله) انتهى
اقول : بعد كلام السيد الولي المقدس أي كلام استطيع ان اقوله وهو عنده الاحاطة الكامله والشامله في علوم اهل البيت (عليهم السلام) الا انه فتح لي باب حسب فهمي القاصر والله العالم استطيع القول انه الامام المهدي (عليه السلام) الآن يمثل هذا الدور او قل هو اعلى مصداق وأقرب مرتبة من الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فلذا لاأحد يستطيع الوصول اليه ولا يستطيع الكمال الا من خلاله ونوره وهدايته كائناً من يكون فلذا على الانسان المؤمن ان يتوجه الى سيده ومولاه وقائده وقرة عينه الامام المهدي (عليه السلام) في كل لحظة وفي كل نفس ويذكره على الدوام ويسأله التوفيق وأن يرزقه الشهادة بين يديه ونيل المراتب العليا والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين محمد واله الطاهرين .