]size=24](( فإنه والله الجد لااللعب ،والحق لاالكذب ،وما هو إلا الموت أسمع داعيه ،وأعجل حاديه، فلا يغرنك سواد الناس من نفسك ،فقد رأيت من كان قبلك ممن جمع المال ،وحذر الإقلال ،وأمن العواقب طول أمل واستبعاد أجل ـ كيف نزل به الموت فأزعجه عن وطنه ،وأخذه من مأمنه ،محمولآ على أعواد المنايا، يتعاطى به الرجال حملاً على المناكب ،وإمساكاً بالأنامل ، أما رأيتم الذين يأملون بعيداً ، ويبنون مشيداً، ويجمعون كثيراً ، كيف أصبحت بيوتهم قبوراً ، وما جمعوا بورا وصارت أموالهم للوارثين ، وأزواجهم لقوم اخرين، لا في حسنة يزيدون ، ولا من سيئة يستعتبون ؟ فمن أشعر التقوى قلبه برز مهله ، وفاز عمله . فا هتبلوا هبلها ، واعملوا للجنة عملها ، فإن الدنيا لم تخلق لكم دار مقام ، بل خلقت مجازاً لتزودوا منها الآعمال إلى دار القرار ، فكونوا منها على أفاز ،وقربوا الظهور للزيال )) [/size]