إبـــشري يــمــــة
أم مكي امرأة جاوزت الستين من عمرها ومن سَكنة كربلاء ولم تحصد من عمرها هذا غير بنتيها
الأرملتين وثلاثة أطفال منهما وزوج متوفى أما ابنها مكي فقد توفى وعمره ثلاث سنوات في عهد
الهدام بسب حصار الأمم المتحدة وسلطة البعث الغاشمة للشعب العراقي (أصيب بمرض لم يتوفر
علاجه في ذلك الوقت).أما كريم وعادل زوجّي بنتيها فاحدهما سني وهو عادل قتلته عصابة القاعدة
بسب إن الذي قتله كان ينقصه شخص ليصبح أميراً فقتل عادل هذا ما كان يتردد على لسان أهل
المنطقة التي كان يسكنها عادل في بغداد أما كريم فَقُتِلَ بشكل اعتيادي مثل كل مَنْ يُقتل من العراقيين وهم يسيرون بمحاذاة القوافل العسكرية الأمريكية (قَنَصَهُ أحد الجنود الأمريكان )بلعبة
بريئة بينه وبين صاحبه تسمى(مَنْ يقنص أكثر) كما نشرته أحد الصحف المحلية.
وفي صبيحة أحد الأيام وبسب الظروف البائسة التي جرت على هذه العائلة العراقية تفا جئت
أم مكي بإحدى بناتها وهي تقول لها :ربي يمته الفرج ، يمه ليش متروحين تقدمين عريضة يم واحد
من المسؤولين بلكت يرؤفون بحالنه ، يسولنه راتب ،فد شيء .أم مكي وهي امرأة خبرتْ الكثير من
المصاعب كانت عقيدتها بأهل البيت (ع) لاتتزعزع قالت لها: يمه نصبر الله يفرج علينه وأبو صالح ما
ينسانه ،فقالت لها البنت يمه لشوكت نصبر بعدين الدولة تغيرت وصاروا كلهم شيعة بلكت نحصل
منهم شي وهسة انتخابات وان شاء الله ما يقصرون ويانه فتوكلي على الله واخذي العريضة .
فقالت أم مكي :يمه آنه ما اعرف واحد من عدهم بس آنه راح اروح لجد ابو صالح (ابو السجاد) وهو
يعثرني بخّيرهم واذا ماكو آنه أعرفه إذا نخيته ما يردني خايبة .
فتوكلتْ على الله لزيارة ابا عبدالله الحسين(ع) ومعها ورقة كتبت عليها أشياء (وهي لاتعدو كونها
حاجة كل عراقي )وبعد ركوبها في الكية سمعت الكثير من الكلام من الركاب وهم يقولون ((راح
يسولنه وراح يبنون أحسن من غيرهم،أهون الشر )) وغيره من الكلمات….هنا دارَ في خاطر أم مكي
(يجوز ذولة زينيين وآني ما ادري ) وعندها نزلت من السيارة وصارت تمشي في شارع طويل يؤدي
إلى الامام الحسين (ع) وعند عبورها احد التقاطعات وهي غارقة في التفكير فوجدت انها احيطت بعدة
سيارات من شرطة ورجال أمن فدخلت في حالة ذهول ككل العراقيين الذين يصعب عليهم التمييز
بين الموكب الرئاسي قبل السقوط وبعده وهنا تمرُ على الشخص أفكار مثل شسوي أذا اخذوني ،نزل
شخص من احد هذه السيارات وتقدم يمها ومعه مجموعة من الأشخاص اللي يحيطون بيه واحد منهم
شايل سلاح والثاني شايل كامرة وفي حركة مفاجئة قام هذا الشخص بتقبيل راس أم مكي فقال له احد
الأشخاص الذين معه أستاذ هاي كلش لقطة حلوة وكال الثاني لو انخلي جواهة ((إبشري يمة )) تفيدنه
بالدعاية فكاللهم عفية وهنا اندار بحركة معينة وصار يمشي بعيد عن أم مكي فأنتبهت من ذهولها
وكالتله يمه بيمن ابشر ؟
فكاللها باستهزاء وضحكة صفراء عله إشافه (غير كتلتهم وجبتلكم الامان).فكالتله ياهم ذولة كتلتهم
وجبتلنه الامان ؟! هنا اندار بكل جسمه وانخفضت هوسة موكبه وصاروا يكلولها هذا الاستاذ الفلاني وابو فلان وغيرها من التعريفات وهو جاوبها وكال سني شيعي الاذاكم كتلته .
فكالتله ((اسليمة اطمك عبالي ،بنيت ،عمرت،زرعت،تالي اتكلي كتلت ومنو ولدّ الخايبة دِروح للامريكان خلصنه منهم فبهت الشخص وصاروا حمايته يتهجمون عله أم مكي بعبارات ما مقبولة
مثل هاي إمرأة مخبلة وعجوز وما تفتهم شيء فدارت وجهها وعافتهم مثل الجلاب ينبحون بشتى
أنواع الشتايم اللي تعبر عن احترامهم للمرأة وحقوقها .فقالت في نفسها أجنه ما يفيدنا غير أهل البيت (ع)وابو صالح ومشت للامام الحسين (ع) بطلبها فماذا تقول عزيزي القارىء ،هل سيردها الامام الحسين (ع) أم هل له زبانية كزبانية هذا المسؤول؟دع وجدانك يحكم..
أما المسؤول فبقي متحيراً فلتفت اليه احد مرافقيه قائلا: مالك شغلة استاذ صورة واخذناها نعلكها بالشوارع ونكتب جواهه (إبـشـري يـمـة)) وابوك الله يرحمه وخلي هاي العجوز المخبلة تسولف ويه المخابيل ومحد يسمعها……