أخوتي أعضاء المنتدى أقدم لكم حلقات في رفع الشبهات عن أنبياء الله عزوجل سائلاً الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما فيه الفائدة
وأليكم الحلقة الاولى ..................مع تحياتي .
"""الآيات الدالة بظاهرها على عدم عصمة الأنبياء عليهم السلام"""
* هذه الآيات على طوائف
الأولى / مايمس ظاهرها عصمة جميع الانبياء بصورة كلية
الثانية/ما يمس عصمة عدة منهم ادم و يونس بصوره جزئيه
الثالثه/ما يتراءى منه عدم عصمة النبي الاكرم
*الطائفه الاولى:
** الايه الاولى(حتى اذا استيئس الرسل وظنوا انهم قد كذبواجاءهم نصرنا فنجي من نشاء و لا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)يوسف 110
استدل القائل بعدم وجود العصمه بظاهر الايه قائلا بان الضمائر الثلاثه في قوله (وظنوا انهم قد كذبوا) تراجع الى الرسل
والاجابه على ذلك تكون من وجوه:
1.ان الضمائرترجع الى الرسل غير ان الوعد الذي تصور الرسل انهم قد كذبوا (اي قيل لهم قولا كاذبا)هو تظاهر عده من المؤمنين بالايمان وادعائهم الاخلاص لهم ، فتصور الرسل ان تظاهر هؤلاء بالايمان كان كاذبا وباطلا، وكأنهم تصوروا الذين وعدوهم بالايمان من قومهم اخلفوهم او كذبوا فيما أظهروه من الإيمان .
2.ان معنى الايه ظن الامم أن الرسل كذبوا في ما اخبروا به من نصر الله إياهم وإهلاكه أعدائهم وهذا الوجه هو المروي عن سعيد بن جبير واختاره العلامه الطباطبائي. وقد دلت الآيات على أن الأمم السالفة كانوا ينسبون الأنبياء إلى الكذب قال سبحانه في قصة نوح حاكيا عن قول قومه (بل نظنكم كاذبين)هود 27.
3.إن المستدل زعم ان الظن المذكور في الايه امر قلبي اعترى قلوب الرسل وادركوه بمشاعرهم وعقولهم مثل سائر الظنون التي تحدق بالقلوب البشريه تنقدح فيها
مع ان المراد غير ذلك
بل المراد ان الظروف التي حاقت بالرسل بلغت من الشدة والقسوة إلى حد صارت تحكي بلسانها التكويني عن إن النصر الموعود كأنه نصر غير صادق إلا أن هذا الظن كان يراود قلوب الرسل وأفئدتهم ، وكم فرق بين كونهم ظانين بكون الوعد الالهي بالنصر وعدا مكذوبا ، وبين كون الظروف والشرائط المحيطه بهم من المحنه والشده كانت كأنها تشهد في بادىءالنظرعلى انه ليس لوعده سبحانه خبر ولا اثر . فحكاية وضعهم والملابسات التي كانت تحدق بهم عن كون الوعد كذبا امر ، وكون الانبياء قد وقعوا فريسة ذلك الظن غير الصالح امر اخر ، والمخالف للعصمه هو الثاني لا الاول .
وعلى ذلك فالايه تهدف الى ان البلايا و الشداد كانة تحدق بالانبياء طيلة حياتهم وتشتد عليهم الازمه والمحنه من جانب المخالفين ، فكانو يعيشون بين اقوام كأنهم أعداء الداء ، وكان المؤمنون بهم في قلة فصارت حياتهم المشحونه بالبلايا والنوازل والباساء والضراء مظنه لان يتخيل كل من وقف عليها من نبي وغيره ، ان ما وعدوا به وعد غير صادق ، ولكن لم يبرح الوضع على هذا المنوال حتى يفاجاهم نصره سبحانه للمؤمنين واهلاكه وابادته للمخالفين كما يقول(فنجي من نشاء ولايرد باسنا عن القوم المجرمين)
**الايه الثانيه:
(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم)الحج 52
(ليجعل مايلقي الشيطان فتنه للذين في قلوبهم مرض والقاسيه قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد) الحج 53
(وليعلم الذين أوتوا العلم انه الحق من ربك فيؤمنوا له وتخبت له قلوبهم وان الله لهاد الذين امنوا الى صراط مستقبم)الحج54
*هذه الايات من اوثق الادله في نظر القائل بعدم عصمة الانبياء و قد استغلها المستشرقون في مجال التشكيك في الوحي النازل على النبي صلى الله عليه واله وسلم
وكان المستدل بهذه الايه يفسر القاء الشيطان في امنية الرسول او النبي بالتدخل في الوحي النازل عليه فيغيره الى غير ما انزل به
/فالأولى تناول الآية بالبحث والتفسير حتى يتبين انها تهدف الى غير ما فسر المستدل فنقول يجب توضيح نقاط في الايات
الاولى/ما معنى امنية الرسول او النبي ؟ والى مَ يهدف قوله سبحانه(اذا تمنى)
الثانيه/ما معنى مداخلة الشيطان في امنية النبي الذي يفيده قوله سبحانه(ألقى الشيطان في امنيته)
الثالثه/ما معنى نسخ الله سبحانه ما يلقيه الشيطان
الرابعه/ماذا يريد سبحانه من قوله (ثم يحكم الله اياته)وهل المراد منه الايات القرانيه؟
الخامسه/كيف يكون مايلقيه الشيطان فتنه لمرضى القلوب؟ وكيف يكون سببا لايمان المؤمنين واخبات قلوبهم له؟
1/ما معنى أمنية الرسول أو النبي ؟
الامنية من المُنى وهي بمعنى تقدير شيء ونفاذ القضاء به والمنا القدر ، وماء الانسان مني :اي يقدر منه خلقته والمَنية :الموت لأنها مقدرة على كل احد وعلى ذلك فيجب علينا ان نقف على امنية الرسل والانبياء من طريق الكتاب العزيز ولايشك من سير الذكر الحكيم انه لم يكن للرسل والانبياء امنية سوى نشر الهداية الالهيه بين اقوامهم وارشادهم الى طريق الخير والسعادة وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامي والهدف الرفيع ولا يألون في ذلك جهدا،وكانو يخططون لهذا الامر ويفكرون في الخطة بعد الخطة ويمهدون له قدر مستطاعهم،ويدل على ذلك جمع من الايات نكتفي بذكر ما يلي منها :ـ
*(ومآأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين )يوسف 103
*(فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون)فاطر8
*(انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)القصص56
*(وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم اني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً)نوح7ـ9
2/ما معنى القاء الشيطان في أمنية الرسل؟
وهذا السؤال هو النقطة الحاسمة في استدلال المخالف و للإجابة على ذلك نقول
إن إلقاء الشيطان في امنيتهم يتحقق باحدى صورتين
ا/ إن يوسوس في قلوب الانبياء ويوهن عزائمهم الراسخة ، ويقنعهم بعدم جدوى دعوتهم و ارشادهم ، وان هذه الأمة غير قابلة للهداية ،فتظهر بسبب ذلك سحائب اليأس في قلوبهم ويكفوا عن دعوة الناس وينصرفوا عن هدايتهم ولا شك ان هذا المعنى لا يناسب ساحة الانبياء عليهم السلام لانه يستلزم ان يكون للشيطان سلطان على قلوب الانبياء وضمائرهم (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان)الحجر 42
ب/ان يكون المراد من القاء الشيطان في امنية النبي هو اغواء الناس و دعوتهم الى مخالفة الانبياء عليهم السلام و الصمود في وجوههم حتى تصبح جهودهم و مخططاتهم عقيمة غير مفيدة و هذا المعنى هو الظاهر من القران الكرم(يعدهم و يمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)النساء120
*وعند ذلك يتضح مفاد الايه قال سبحانه وتعالى (وما ارسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا إذا تمنى (أي فكّر في هداية امته و خطط لذلك الخطط وهيأ المقدمات ) ألقى الشيطان في امنيته))(يحض الناس على المخالفة والمعاكسة وإفشال خطط الأنبياء حتى تصبح المقدمات عقيمة غير منتجة)
3/ما معنى نسخه سبحانه ما يلقيه الشيطان؟
وهو في قوله تعالى (فينسخ الله مايلقي الشيطان)فما معنى هذا النسخ؟
والمراد من ذلك النسخ ما وعد الله سبحانه رسله بالنصر والعون والنجاح قال سبحانه(انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا)غافر 51
وقال سبحانه(كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوي عزيز)المجادلة21
وقال سبحانه(هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)التوبه 33
4/ما معنى احكامه سبحانه اياته؟
اذا تبين معنى نسخه سبحانه ما يلقي الشيطان ،تبين المراد من قوله سبحانه (ثم يحكم الله آياته)فالمراد من الآيات هي الدلائل الناصعة الهادية إلى الله سبحانه والى مرضاته وشرائعه وان شئت قلت :ان نسخ ما يلقيه الشيطان ،يخلفه ما يلقيه سبحانه الى انبيائه من الايات الهادية إلى رضاه أولا وسعادة الناس ثانيا
*ومن سخف القول : ان المراد من الآيات( الآيات القرآنية) التي نزلت على النبي الاكرم بل الرسل والانبياء على وجه الاطلاق أضف إليه أنه ليس كل نبي ذا كتاب وآيات فكيف يمكن ان يكون ذا قرآن مثله؟
5/ما هي النتيجة من هذا الصراع؟
قد عرفت الايه تعلل الهدف من الصراع بان ما يلقيه الشيطان يكون فتنه لطوائف ثلاث
ا/الذين في قلوبهم مرض
ب/ذات القلوب القاسيه
ج/الذين اوتوا العلم
*فالنفوس المريضة التي لم تنلها التزكية و التربية الإلهية و القلوب القاسية التي أسرتها الشهوات وأعمتها زبارج الحياة الدنيا تتسابق إلى دعوة الشيطان وتتبعه فيظهر ما في مكامنها من الكفر و القسوه فيثبت نفاقها و يظهر كفرها
*واما النفوس المؤمنه الواقفه على ان ما جاء به الرسل حق من جانب الله سبحانه فلا يزيدها ذلك الا ايمانا وثباتا
*هذه النتيجه حاكمه في عامة اختبارتها الله سبحانه لعباده،فان اختبارته سبحانه فلا بزيدها ذلك الا ايمانا وثباتا
*هذه النتيجه حاكمه في عامة اختبارت الله سبحانه لعباده،فان اختباراته سبحانه ليس لاجل العلم بواقع النفوس ومكامنها،فانه يعلم بها قبل اختبارها(ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)الملك14
وانما الهدف من الاختبار هو إخراج تلك القوى او القابليات الكامنة في النفوس والقلوب الى عالم التحقق والفعلية وبالتالي تمكين الاستعدادات من الظهور والوجود.
**************************************************
علماً أن هذه الحلقات هي من بحوث أحد طلبة الحوزة العلمية الناطقة الشريفة في مجال علوم عقائد الامامية.