- قائد كتب:
- ذكرت منع الخلو ومانعة عن الجمع فما المقصود منهما
إما مانعة الجمع والخلو، كقولنا: العدد إما زوج وإما فرد، فإن هذين لا
يجتمعان، ولا يخلو العدد عن أحدهما، وإما مانعة الجمع فقط، كقولنا: هذا إما
أسود وإما أبيض، أي: لا يجتمع السواد والبياض. وقد يخلو المحل عنهما، وأما
مانعة الخلو، فهي التي يمتنع فيها عدم الجزأين جميعًا ولا يمتنع
اجتماعهما، وقد يقولون: مانعة الجمع والخلو هي الشرطية الحقيقية، وهي
مطابقة للنقيضين في العموم والخصوص، ومانعة الجمع، هي أخص من النقيضين، فإن
الضدين لا يجتمعان وقد يرتفعان وهما أخص من النقيضين. وأما مانعة الخلو
فإنها أعم من النقيضين، وقد يصعب عليهم تمثيل ذلك، بخلاف النوعين الأولين؛
فإن أمثالهما كثيرة.
ويمثلونه بقول القائل: هذا ركب البحر أو لا يغرق فيه، أي: لا يخلو
منهما، فإنه لا يغرق إلا إذا كان في البحر، فإما ألا يغرق فيه وحينئذ لا
يكون راكبه، وإما أن يكون راكبه، وقد يجتمع أن يركب ويغرق. والأمثال كثيرة،
كقولنا: هذا حي، أو ليس بعالم، أو قادر أو سميع أو بصير أو متكلم، فإنه إن
وجدت الحياة، فهو أحد القسمين، وإن عدمت عدمت هذه الصفات. وقد يكون حيا من
لا يوصف بذلك، فكذلك إذا قيل: هذا متطهر، أو ليس بمصلٍ، فإنه إن عدمت
الصلاة عدمت الطهارة، وإن وجدت الطهارة فهو القسم الآخر، فلا يخلو الأمر
منهما.وان اردت تفصيل اكثر بخدمتك بس امهلني ان التقي بأستاذي الحاج الغاليتحياتي ودعواتي