العالم
------------------
تتكفل هذه الفقره الكلام في جهتين:
نفس العالم ومايجب ان يتصف به وما علاقة الآخرين به
صفات العالم
اما صفات العالم فكثيرة,الا اننا نورد لكم بعضا منها
الاول:ماورد عن امير المؤمنين(عليه السلام): (لايكون السفه والغرة في قلب العالم)(اصول الكافي)
وماورد عن ابي عبد الله (عليه السلام):( اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ولاتكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم)(بحار الانوارج2ص41)
وعنه( عليه السلام): الورع شيمة الفقيه,(غررالحكم رقم995 ) وماورد عنه (عليه السلام):( لايفقه العبد كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله عزوجل,وحتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)(كنز الاعمال ,حديث 28950)
فهذه مجموعة من صفات العالم الذي يبذل علمه للاخرين,فهو عالم متعلم متعض بعلمه معلم لغيره,فثوابه الجنه,كما عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم),حينما قال:من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا الى الجنة 00 الى ان يقول:وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر00 الى آخر الحديث)(بحار الانوارج1 ص164).
علاقة الاخرين بالعالم
واما مايجب ان يتحلى الآخرون به مع العالم,او بتعبير آخر:حق العالم,فهو:مايقرره الحديث الوارد عن امير المؤمنين(عليه السلام):(ان من حق العالم ان لاتكثر عليه السؤال ولاتاخذ بثوبه واذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحيه دونهم واجلس بين يديه ولاتجلس خلفه ولاتغمز بعينيك ولاتشر بيدك ولاتكثر من القول:قال فلان وقال فلان.خلافا لقوله ولاتضجر بطول صحبته فانما مثل العالم مثل نخله تنتظرها حتى تسقط عليك منها شي والعالم اعظم من الصائم القائم الغازي في سبيل الله)(بحار الانوارج2ص43 ).
هذا بعض مما يجب ان يتحلى به المكلف ويتصف به امام العلماء العالمين,فحقهم علينا كبير,واقل ما نقدم لهم هو احترامهم وتعظيمهم والابتعاد عن اذيتهم بل لابد من الاقتراب منهم ومن طاعتهم والولاء لهم حق الولاء.
وهناك الكثير من الروايات التي تزيد العلماء فضلا وكرامة منها:
اولا: ماورد بلسان(فقد العالم) وان فقده من المصائب لو صح التعبير-.فانه ورد عن ابي عبدالله(عليه السلام)(ان الله عزوجل لايقبض العلم بعدما يهبطه ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم فتليهم الجفاة فيضلون ويضلون) ولاخير في شي ليس فيه اصل)(اصول الكافي ج2ص38).
وكذا ماورد عن ابي جعفر(عليه السلام),حينما قال:كان علي بن الحسين(عليه السلام) يقول:انه يسخي نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله:( اولم يروا انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها) وهو ذهاب العلماء(اصول الكافي ج1 ص38).
ثانيا:ماورد بلسان مجالسة العلماء,وهو لامحالة فيه نحو تعظيم لهم,منه ماورد عن موسى بن جعفر(عليه السلام):قال محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على الزرابي)(اصول الكافي ج1ص38 ),ومنها مارواه ابي عبدالله(عليه السلام) عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم),حيث قال:مجالسة اهل الدين شرف الدنيا والآخرة)(اصول الكافي ج1ص39).
وهذه الروايات وان وردت في استحباب مجالستهم,الا انه لولا فضلهم لايمكن القول باستحباب مجالستهم- بطبيعة الحال,فمجالسة اهل الباطل مبغوضة عند الله اكيدا,وهو مما لانقاش فيه.