بسم الله االرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهميّة الأخلاق في الرّوايات الإسلاميّة:
لقد أولت الأحاديث الشّريفة لهذه المسألة أهمية بالغةً سواء كانت في الروايات الواردة عن الرّسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، أم عن طريق الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، ونورد بعضاً منها:
1 ـ الحديث المعروف عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله):
«إِنّما بُعثتُ لأُتمَمَ مكارمَ الأخلاقِ»
وجاء في حديث آخر: «إنّما بُعثتُ لأُتمَمَ حُسنَ الأخلاقِ»
وجاء في آخر: «بُعثتُ بمكارمِ الأخلاقِ ومحاسِنها»
ونرى أن كلمة «إنّما» تفيد الحصر، يعني أنّ كلّ أهداف بعثة الرّسول الأكرم(صلى الله عليه وآله)، تتلخص في التّكامل الأخلاقي.
2 ـ وجاء في حديث عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، حيث قال:
«لَو كُنّا لا نَرجو جنّةً ولا ناراً ولا ثواباً ولا عِقاباً، لكان يَنبغي لَنا أن نُطالِبَ بِمكارمِ الأخلاقِ فإنّها ممّا تَدُلُّ على سبيلِ النجاحِ»
1. كنز العمّال: ج 3، ص 16، ح 52175 .
2. المصدر السابق، ح 5218.
3. بحار الأنوار: ج 66، ص 405.
4. مستدرك الوسائل، ج 2، ص 283
يبيّن لنا هذا الحديث أهمية الأخلاق وفضائلها، إذ هي ليست سبباً في النجاة في الاُخرى فقط، بل هي سبب لصلاح الدّنيا أيضاً، (وسنتناول هذا البحث مفصّلا في القريب العاجل إن شاء الله تعالى).
3 ـ الحديث الآخر الذي ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال:
«جَعَلَ اللهُ سُبحانَهُ مكارمَ الأخلاقِ صِلةً بينه وبين عبادِهِ فحسب أَحدِكُم أَن يتمسّكَ بخُلق مُتَّصل باللهِ