بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقدمة كتاب الآداب المعنوية للصلاة أنشرها للفائدة الدينية وللتقرب بصلاتنا الى الله العلي القدير تقبلها منا بأحسن قبول ولكم الأجر
في التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية
من الآداب القلبية في العبادات والوظائف الباطنية لسالك طريق الآخرة التوجّه إلى عزّ الربوبية وذلّ العبودية ، وهذا التوجّه من المنازل المهمّة في السلوك للسالك بحيث تكون قوّة سلوك كل من السالكين بحسب قوة هذا النظر وبمقدارها ، بل الكمال والنقص لإنسانية الإنسان تابع لهذا الأمر ، وكلما كان النظر إلى الإنّية والأنانية ورؤية النفس وحبّها في الإنسان غالبا كان بعيدا عن كمال الإنسانية ومهجورا من مقام القرب الربوبي ، وأن حجاب رؤية النفس وعبادتها لأضخم الحجب وأظلمها ، وخرق هذا الحجاب أصعب من خرق جميع الحجب ، وفي نفس الحال مقدمة له بل وخرق هذا الحجاب هو مفتاح مفاتيح الغيب والشهادة وباب أبواب العروج إلى كمال الروحانية ، وما دام الإنسان قاصرا على النظر إلى نفسه وكماله المتوهم وجماله الموهوم فهو محجوب ومهجور من الجمال المطلق والكمال الصرف والخروج من هذا المنزل هو أول شرط للسلوك إلى الله بل هو الميزان في حقانية الرياضة وبطلانها . فكل سالك يسلك بخطوة الأنانية ورؤية النفس ويطوي منازل السلوك في حجاب الإنيّة وحب النفس تكون رياضته باطلة