كان مالك الأشتر - رضوان الله عليه - مارّاً في سوق الكوفة وعليه قميص خام وعمامة من خام أيضاً.. فرآه شخص عليه الطيش، فاحتقره لثيابه العادية هذه.. ورماه ببندقة من طين فلم يلتفت إليه الأشتر ومضى.
فقيل له: هل تعرف من رميت؟
قال: لا..
قيل: هذا مالك الأشتر صاحب أمير المؤمنين عليه السلام.
وقد كان حديث مالك بين الناس على كلِّ شفة ولسان.
فارتعد الرجل.. وتبع الأشتر ليعتذر إليه.. فوجده قد دخل مسجداً.. وهو قائم يُصلِّي. فلمّا فرغ من صلاته وقع الرجل على قدميه يُقبِّلهما.
فقال الأشتر: ما هذا؟
قال الرجل: أعتذر إليك ممّا صنعت.
قال الأشتر: لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد إلّا لأستغفر لك.