كان من عادة السيد حيدر الحلي نظم قصيدة في رثاء الإمام الحسين عليه السلام في كل سنة ونشرها أمام قبره في يوم عاشوراء، وعندما نظم قصيدته العينيّة (التي يستنهض بها الإمام الحجة عليه السلام سرّاً بينه وبين المولى (جل وعلا) إذ لم يطلع عليها أحد، ذهب إلى كربلاء في يوم عاشوراء لينشر قصيدته الجديدة عند الإمام الحسين عليه السلام، وفي الطريق رافقه سيد إعرابي وقال له بعد السلام: يا سيد حيدر إنشدني قصيدتك العينيّة، فأنشده قصيدة عينيّة سابقة له، فقال: لا أريد هذه، أريد قصيدتك التي أنت ذاهب من أجلها، فقرأها له، فأخذ الاعرابي بالبكاء وقال: يا سيد حيدر، كفى، كفى، واللهِ إن الأمر ليس بيدي، واختفى عن أنظار السيد، فعرف أنه الإمام الحجة عجل الله فرجه الشريف، إذ لم يطلع أحداً على قصيدته وقد ناداه باسمه دون سابق معرفة.
الله يا حامي الشريعة
الله يا حامي الشــــــريعة * * * أتقر وهي كــــــــــــــذا مروعه
بك تســـتغيـــــــث وقلبها * * * لك عن جوى يشـــــكو صدوعه
تدعو وجرد الخيل مصغيه* * * لدعوتهـــــــــــــــــا سميعـــــــه
وتكاد ألسنة الســـــــيوف * * * تجيب دعوتهــــــــــــــا سـريعه
فصدورها ضاقت بســــــر * * * الموت فــــــــــــــــأذن أن تذيعه
ضربا رداء الحـــرب يبدو * * * منه محــــــــــــــــــمر الوشيعه
لا تشفتي أو تــــــــنز عن * * * غروبها مــــــــــــــــن كل شيعه
أين الذريعـــــــــة لا قـرار * * * على العدى أيــــــــــــــن الذريعه
لا ينجع الأمــــــهال بالــعا * * * تي فقـــــــــــــــــم وأرق نجيعه
للصنع ما أبـــقى التحمــل * * * موضعا فــــــــــــــــدع الصنيعه
طعنا كما دفـــــقت أفاويـق * * * الحيا مـــــــــــــــــــــزن سريعه
يا بن الترائــــك والبواتك * * * من ضبا البيــــــــــض الصنيعه
وعميد كــــــــــــل مغامــر * * * يقظ الحفيظة فـــــــــــي الوقيعه
تنميه للعليـــــــــــاء هاشم * * * أهل ذروتهـــــــــــــــــا الرفيعه
وذووا السوابـق والسوابغ * * * والمثقفة اللمـــــــــــــــــــــ ـوعه
من كل عبـــــل الساعدين * * * تراه أو ضخــــــــــــــم الدسيعه
إن يلتمس غرضا فحـد الـ * * * ـسيف يجعلـــــــــــــــــــه شفيعه
ومقارع تحـــــــــــت القنا * * * يلقى الردى منـــــــــــــــه قريعه
لم يسر فـــــــــــي ملمومة * * * إلا وكان لهــــــــــــــــــــا طليعه
ومضاجــــــــــع ذا رونق * * * ألهاه عن ضــــــــــــم الضجيعه
نسي الهجــوع ومـن تيقـظ * * * عزمه ينســــــــــــــــى هجوعه
مات التصــــــــبر بانتظــا * * * رك أيها المحيــــــــــي الشريعه
فنهض فما أبـــقى التحمل * * * غير أحشـــــــــــــــــاء جزوعه
قد مزقت ثــــــوب الأسى * * * وشكت لوصــــــــــالها القطيعه
فالسيف أن بــــــــه شفاء * * * قلوب شيعتــــــــــــــك الوجيعه
فسواه منهم ليــــس ينعش * * * هذه النفــــــــــــــــس الصريعه
طالت حبـــــــــال عواتـق * * * فمتى تعــــــــــــــــود به قطيعه
كم ذا القعــــــــــود ودينكم * * * هدمت قواعــــــــــــــده الرفيعه
تنعى فـــــــــروع أصولــه * * * وأصوله تنـــــــــــــــعى فروعه
فيه تحكـــم مـــن أباح الــ * * * ـيوم حرمتــــــــــــــــــه المنيعه
من لو بــــــــــــقيمة قدره * * * غاليت ماســـــــــــــاوى رجيعه
فاشحذ شبا غضـب لـه الأ * * * رواح منذعـــــــــــــــنة مطيعه
إن يدعها خفـــــــت لدعـ * * * ـوته وان ثقلـــــــــــــت سريعه
وطلب به بـــــــــدم القتيل * * * بكربلا في خيـــــــــــــــر شيعه
ماذا يهيــــجك إن صبـرت * * * لوقعة الطــــــــــــــــف الفظيعه
أترى تــــــــــجيء فجيعة * * * بأمض من تلــــــــــــك الفجيعه
حيث الحسين علـى الثرى * * * خيل العدى طــــــحنت ضلوعه
قتلته آل أمـــــــــــــــــــية * * * ظام إلى جنـــــــــــــب الشريعه
ورضيعه بـــــــــدم الوريد * * * مخضب فاطــــــــــلب رضيعه
يا غيــــــــــرة الله اهتفي * * * بحمية الديـــــــــــــــــن المنيعه
وضبا انتـــــقامك جــردي * * * لطلا ذوي البغـــــــــــــي التليعه
ودعي جــــــنود الله تمـلأ * * * هذه الأرض الـــــــــــــــوسيعه
وستأصلي حتــى الرضيع * * * لآل حرب والــــــــــــــرضيعه
ما ذنب أهــــل البيت حــ * * * ـتى منهم أخـــــــــــلــوا ربوعه
تركوهم شتى مصــارعهم * * * وأجمعهـــــــــــــــــــ ا فضيعـــه
فمغيب كالبـــــــدر ترتقب * * * الورى شوقــــــــــــــا طلوعـــه
ومكابد للســـــــم قد سقيت * * * حشاشـــــــــــــــــــــ ـته نقيعـــه
ومضرج بالـــــــسيف آثر * * * عزه وأبـــــــــــــى خضوعــــه