الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
- - - - - - - - - -
يحكى ان هنالك عائلة من النواصب تسكن مدينة نينوى شمالي العراق وهذه العائله
معدومة الذريه , نذروا لله ان يرزقهم الولد يجعلونهه يقتل او يسٌلب زوار الامام الحسين
عليه السلام . وبعد حين من الدهر رزقوا بالولد واسموهُ ابراهيم وما ان بلغ ابراهيم مبلغ
الرجال اجتمعوا معه وابلغوه بقصة النذر فاجابهم بالسمع والطاعة . هيئوا له الراحله
والزاد والمال المطلوب للسفر وابلغوه ان يسلك طريق بغداد ومن ثم مدينة المسيب جنوب
بغداد وابلغوه ان هذه المدينه هي محطة استراحة الروافض الذين يرومون كربلاء مشيا
على الاقدام لزيارة امامهم الحسين (ع) فما كان من ابراهيم الى ان عزم السفر في نفس
اليوم وبعد عدة ايام من السفر الشاق والمتعب وصل مدينة المسيب وهو يشاهد الاف
الزوار متوجهين الى كربلاء مشيا على الاقدام وهم شعث غبر قد ارهقتهم وعثاء الطريق
.. بقي ابراهيم متعجبا لهذا المنظر الغريب الذي لم يره في حياته شبيها له المره !!!
واحتار لهاذا الامر المدهش بالنسبة له .. ركن ابراهيم الى سدرة على قارعة الطريق
ليستريح بظلها من وعثاء السفر وما ان جلس ابراهيم تحت ظل الشجره هوٌمت عيناه
بالنعاس واراد ان ينام قليلا لياخذ قسطا من الراحه وفيما هو عليه من النوم راى وفي
عالم الرؤيا بان يوم القيامه قد حل وان الناس اجتمعت للحساب . فجيئ بابويه (والده
ووالدته) وامر بهما الى النار وعندما القيا فيها احترقا حالا وصارت جثتيهما كالرماد ثم
جيئ به وقد امر الى النار ايضا فالقي فيها واذا به لم يحترق بل غدا يرتجف من برودة
المناخ الذي حوله .. سال الملك الذي القا به الى النار لماذا هذا الرجل لا يحترق؟؟ فاجابه
ملك اخر اعلى منهه مرتبه , هذا الرجل قد غطاه غبارٌ من زوار الامام الحسين (عليه
السلام) حين مروا من جنبه فجعل هذا الغبار حاجزا بينه وبين النار .. وعندما سمع
ابراهيم هذا الجواب من الملك انتبه من نومه فزعا خائفا وعاد الى رشده بعد هذه الغفوه
البسيطه متعجبا قلقا وهو ينظر وقد فاته ركب الزوار السائرين الى كربلاء .. قام ابراهيم
فزعا راكظا خلف الزوار وتاركا كل متاعه وراحلته وما يملك مسرعا للحاق بهم وقد دخل
ابراهيم كربلاء المقدسه معهم وعندما وصل الى الضريح المقدس وقريبا من الشباك
المقدس للامام (ع) سقطت عليه (خلعه ) من القبه اشبه بالبرده او الرداء واصبح ابراهيم
من الزوار ومن اتباع المذهب الجعفري وعندما انتهت الزياره سال ابراهيم عن علماء
المذهب ورؤساءه وكيف يتعلم هذا المذهب الجديد (علما ان ابراهيم كان من الاذكياء )
فاشاروا عليه ان يذهب الى مدينة الحله لان الحوزه العلميه كانت فيها قبل النجف الاشرف ..
توجه ابراهيم الى الحله ودرس المذهب على يد احد العلماء الاجلاء وقضى ردحا من
الزمن هناك واصبح من العلماء الذين يشار اليهم بالبنان .. وفي احد الايام كتب ابراهيم
قصيده في مدح الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام ) وعرضها على
استاذه الذي يدرس عنده فقام الاستاذ بكتابة قصيده مقتبسه لقصيدة ابراهيم ..
عرف ابراهيم بالامر فقال لاستاذه هل نتبارى بهذه القصائد ؟؟ فاجاب الاستاذ ومن الحكم ؟
فقال ابراهيم .. الحكمُ هو امير المؤمنين علي (عليه السلام ) .. وافق الاستاذ وذهبا الى النجف
الاشرف للزيارة وعندما وصل كل منهما الى الشباك المقدس وضع قصيدته داخل الشباك
وجلسا ينتظران الاجابة من الحكم وهو أمير المؤمنين (عليه السلام ) .. وبعد هنيئه
خرجت القصائد من الشباك بتوقيع الامام (عليه السلام ) حيث كتب على قصيدة ابراهيم
احسنت (بماء الذهب ) وكتب على قصيدة الشيخ الاستاذ احسنت (بماء الفضه ) انزعج
الشيخ ايما انزعاج من النتيجه وفرح ابراهيم ايما فرح .. رجع كل منهم الى الحله وفي
نفس الليله جاء امير المؤمنين (عليه السلام ) الى الشيخ في منامه قائلا ... ايها الموالي
انت منا ونحن نعلم بك وبحالك فلماذا تزعل وتنزعج ان ابراهيم شاب جديد العهد بهذا
المذهب المبارك ونحن اذ وقعنا له بماء الذهب تشجيعا له وترغيبا
وانت معنا لا تخف ولا تحزن ..
- - - - - - - - - -
ابراهيم الخليعي ... مرقده الشريف يقع في مدينة الحله قرب السجن المركزي
القديم عند منطقه يقال لها (باب المشهد ) وبالقرب منه وعلى مسيرة عدة
خطوات مرقد السيد الجليل الاعظم ( السيد علي ابن طاووس )
وعلى اثر تلك القصة قيلت هذه الابيات الشعرية
اذا رمت النجاة فزر حسينا ....... لكي تلقى الاله قرير عينِ
فليس تمس النار جسما ....... عليه غبار زوار الحسينِ