لقد أختلف المسلمون بعد نبيهم في بعض الأصول الدينية التي ترجع الى إيمان القلب ويقينه, وأختلفوا أيضاً في كثير من مسائل الفروع والتشريع التي تعود الى حكم العمل من الوجوب والتحريم والجواز, فالمذاهب الأربعة: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي مذاهب فقهية تختلف في الفروع , وتتفق على الأخذ في أصول الأشاعرة, كما أن علماء الشيعة مع أتفاقهم على الأصول يختلفون في كثير من مسائل الفقه. ((الشيعة)) يفترقون عن غيرهم في القول : أن الأمام يتعين بالنص من النبي,ولا يجوز لنبي أغفال النص على خليفته ,وان يكون الأمام معصوماً عن الكبائر والصغائر, وأن النبي قد نص بالخلافة على علي بن أبي طالب(عليه السلام) دون سواه,وأنه أفضل الأصحاب على الأطلاق. ((الخوارج))والمبادئ التي تميزوا بها عن غيرهم أن الخليفة لايجب أن يكون من قريش بل ولا من العرب ,فليست الخلافة لعربي دون أعجمي والناس فيها سواء,وأن مرتكب الكبير كافر و أعتبروا الخطأ في الرأي والأجتهاد ذنباً إذا أدى إلى مخالفة رأيهم, ولذا كفروا أمير المؤمنين(عليه السلام)لقبوله التحكيم, وإن لم يقدم عليه مختاراً وبعض فرقهم كالأزارقة يعتقدون ان كل من خالفهم مشرك مخلد في الناريجب قتله وقتاله. ((المعتزلة))والأصول التي تجمعهم 1. التوحيد:أي أن الله واحد بذاته وصفاته فصفاته عين ذاته 2.العدل: أي ان الأنسان مخير غير مسير 3. المنزلة بين المنزلتين: أي أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين المؤمن والكافر وهو مخلد في النار ولكن تخفف النار عليه ويطلق عليه أسم المسلم 4.الوعد والوعيد: أي أن الله إذا وعد بالثواب على الخير أو توعد بالعقاب على الشر فوعيده واقع لامحالة ولا يحق له أن يعفوا عمن توعده 5.الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان بالعقل لا بالسمع. ((الأشاعرة))خالفوا المعتزلة في الأمور الخمسة,وقالوا أن صفات الله غير ذاته وزائدة عليها,وأن الأنسان مسير غير مخير, وأن الله لايجب عليه الوفاء لابالوعد ولا بالوعيد وله أن يعاقب المحسن ويثيب المسيء,وأن مرتكب الكبيرة ليس بمنزلة بين المؤمن والكافر وأنه لايخلد في النار وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجبان بالسمع لابالعقل. والشيعة يتفقون مع المعتزلة في مسألتي التوحيد والعدل, ويقولون في مسألة مرتكب الكبيرة ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما تقول الأشاعرة , وينفردون عن المعتزلة والأشاعرة معاً في مسألة الوعد والوعيد,حيث ذهبوا الى أن الله سبحانه يفي بالوعد ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد,فله أن يعفوا عن المذنب و ليس له بحكم العقل أن يخلف وعده مع المحسن.