ما جاء عن الرضا عليه السلام في قول النبي ( ص ) : أنا ابن الذبيحين ؟ قال : يعنى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام وعبد الله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله به إبراهيم ( فلما بلغ معه السعي ) وهو لما عمل مثل عمله ( قال يا بني أنى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ) ولم يقل : يا أبت افعل ما رأيت ( ستجدني إنشاء الله من الصابرين ) فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم إلى أن يقول الراوي فكان ليفدى به إسماعيل فكل ما يذبح في منى فهو فديه لإسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين وأما الأخر : فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقه باب الكعبة ودعا الله أن يرزقه عشره بنين ونذر لله عز وجل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشره قال : قد وفى الله لي فلأوفين لله عز وجل فادخل ولده الكعبة واسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله ( ص ) وكان أحب ولده إليه ثم أجالها فخرج سهم عبد الله ثم أجالها ثالثه فخرج سهم عبد الله فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن فقالت له ابنته عاتكه : يا أبتاه اغدر فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك قال : وكيف اغدر يا بنيه فانك مباركه ؟ قالت اعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل وأعط ربك حتى يرضى فبعث عبد المطلب إلى إبله فاحضرها واعزل منها عشرا وضرب السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيره ارتجت لها جبال تهامه فقال عبد المطلب : لا حتى اضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل فلما كانت في الثلاثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وأخواتهما من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلده خده الذي كانت على الأرض واقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب فأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل.