[color=blue]العشق الالهي ولقاء الله
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح لذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود وَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.إلهي فاسلُك بنا سبل الوصول إليك، وسيّرنا في أقرب الطرق للوفود عليك
على العاشقين المشتاقين لرؤية جمال الحق أن يسافروا نحوه
لكن ما هو هذا السفر ,, ومن المسافر,, وأي الطرق تسلك في هذاالسفر,,
وما هي الوسيلة المستخدمة في هذا السفر,, وكيفية هذا السفر,,
كل هذه أسئلةعلى كل منا أن يسألها لنفسه حتى يحركها من هذا الجمود التي تعيشه ,,
حتى يشعر هذه النفس بأنها مجرد عابرة سبيل
وأن الحياة السرمدية والخلود الدائم إنما هو حصادوثمرة ذلك السفر .
إذن نبتدئ بأول هذه الأسئلة.
ما هو هذاالسفر؟
السفر هو الهجرة من بيت النفس التي وصفها الإمام الخميني قدس سره ولكن إلى أين ؟؟
إلى الحبيب إلى أصل الوجود إلى الأب الحقيقي
(هناك من يشكك في كلمة أب فيقول أنه الرب الخالق الذي لم يلدولم يولد )
يرد على هذا الإشكال بالحديث القدسي الذي يقول فيه الله تعالى (الخلق كلهم عيالي)
من المسافر؟
المسافر هي روح الإنسان التي بين جنبيه,,تلك الروح التي خلقها الله طاهرة ,
وجبلها على حبه ومعرفته لكن الإنسان لم يتركها على طهارتها قال الرسول صلى الله عليه وآله
(المولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه)
أي الطرق تسلك في هذاالسفر؟
سئل أميرالمؤمنين عليه السلام(بما عرفت ربك ؟؟ قال بما عرفني نفسه .
قيل وكيف عرفك نفسه ؟؟ قال لا تشبهه صورة ولا يحس بالحواس ولا يقاس بالناس)
إذن اقصرالطرق هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فهو الطريق المستقيم.
ما هي الوسيلة المستخدمة لهذاالسفر؟
وسيلةالسفر هي الليل حيث قال الإمام العسكري(عليه السلام):
إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاءالليل.
فالصلاة هي معراج المؤمن إلى الملكوت .
كيفيةالسفر؟
على المسافر لكي يمشي أول خطوة في سفره أن يعرف ربه
معرفة الله سبحانه لها طرق عدة وأفضلها معرفة الله
بالله كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح(يا من دل على ذاته بذاته)
وقال عليه السلام(اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة)
وكيف لنا أن نعرف الله(من عرف نفسه فقد عرف ربه)
هكذا علمنا أهل بيت العصمة عليهم السلام
ثم مجاهدة هذه النفس الأمارة بالسوء قال تعالى
{وَمَاأُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف
يقول الإمام الحسن عليه السلام"استعد لسفرك وحصّل زادك قبل حلول أجلك"
لكي نسير في هذا الطريق يجب أن نحدد لنا هدفا نسير نحوه يكون لنادافعا ومحفزا للسير ,
يجب أن نحب هذا الهدف ونهيم فيه حتى نكره أن نحب غيره حتى تصبح كلمة أحبك
لغيره ثقيلة على اللسان مؤلمة للقلب ,, من الضروري أن نردد بألسنتناأننا نحبه
حتى تعتاد عليه ومن ثم نرى القلب يرددها دون اللسان
(يا حبيب من تحبب إليه)أي أن الله يحب حتى من يتظاهربحبه(تحبب إليه)
والتظاهر ليس المقصود به الرياء إنما المقصود به أنه يدرب نفسه على حب الله وذلك بطاعته
في ما أمر و اجتناب ما نهى عنه إلى أن يصبح لديه ذلك الشعور حقيقي يأنس به ويلمسه
في جميع جوانب حياته هذاالمقصود بالتظاهر ,,
فما بالك بمن يحبه فعلا ماذا يفعل به
يقول الله تعالى في الحديث القدسي(من طلبني وجدني ومن وجدني أحبني ومن أحبني عشقني
ومن عشقني عشقته ومن عشقته قتلته ومن قتلته فعلي ديته وأنا ديته)
رَزَقَنَا اللهُ وَإيَاكُم مَعْرِفَةِ أنْفُسَنا وَمِنْ ثُمَ مَعْرِفَةِ الله حَتَى نَصِلَ إلَى حُبِّه وَنَدخُلَ فِي جُنُبَاتِ قُدْسِه
الْلَّهُمَ أَعِنَا عَلَى أنْفُسِنَا..
[/color]