بويه هو أبوشجاع بن فنّا خسرو بن تمام بن كوهي من الفرس، وينسب الى الديلم لطول مقامهم ببلادهم، والديلم جيل سمّوا بأرضهم.
كان صيّاداً يعيش من صيد السمك، فرأى في منامه أنه بال فخرج من ذكره عمود من نار، ثمّ تشعّب يمنةً ويسرةً وأماماً وخلفاً حتّى ملأ الدنيا، فلمّا قصّ رؤياه على معبّر، قال له: ألك أولاد؟ قال: نعم، قال: أبشر فانّهم يملكون الأرض ويبلغ سلطانهم فيها على قدر ما احتوت عليه النار.
ولبويه خمسة أولاد، المشهور منهم ثلاثة، وهم: عماد الدولة ابو الحسين علي، وركن الدولة أبو علي الحسن، ومعزّ الدولة أبو الحسين احمد، وهؤلاء ملكوا، وله ابنان آخران هما: محمد وابراهيم، قتل احدهما مع الناصر للحق والآخر مع الحسن بن القاسم الداعي.
وارتقت الحال ببويه فصار جنديا، وخرج مع الناصر للحق الحسن بن علي العلوي، وكان يلحظه بعين التقّدم لشجاعته، وكذلك أولاده خدموا في العسكر،وكانوا أصحاب شجاعة وهمّة عالية، وصاروا أمراء.
وفي سنة 319هـ خرج مردادنج الديلمي، فاستولى على حمدان، فراسله الخليفة المقتدر بالله سنة 320هـ يلاطفه، وبعث اليه بالعهد واللواء والخلع، وأمكنه من آذربايجان وأرمينية وأران وقم ونهاوند وسجستان.
وفي سنة 322هـ ـ في خلافة القاهر بالله ـ خرج عن طاعة مردادنج أمير من أمرائه، وهو علي بن بويه بعد أن اقتطع مالاً جزيلاً، فحاربه أمير فارس محمد بن ياقوت فهزم أمام ابن بويه، واستولى علي بن بويه على اقليم فارس، فكان هذا أول ظهور بني بويه.
واستمر حكمهم على البلدان كافّة، وكانوا قد بايعوا للخليفة العباسي، وانحطّت الخلافة الى رتبة أصبح الخليفة لا حول له ولا قوة ولا أمر، والأمر كلّه بيد بني بويه، ومرّ في الفصل الذي قبله ذكر من حكم منهم في عهد الشيخ المفيد.
وكان آخر ملوك بني بويه هو ملك الملك الرحيم ابي نصر خسرو، توفي سنة 450هـ، وهي آخر سنة مملكتهم، وشرعت بعدهم الدولة السلجوقية.
راجع: دول الاسلام: 173 و176، النجوم الزاهرة: 3/244/245، معجم البلدان: 2/544، المنتظم: 6/268 ـ 271، الكامل في التاريخ: 8/275 ـ 278، شذرات الذهب: 2/188، نهاية الأرب: 26/163 ـ 267.