ابو الفضل (علية اليلام )هو العباس بن علي بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بم مضر بن نزار بن معد
بن عدنان .
وإن نوره عليه السلام لم يستقر في صلب ورحم المشركين ، كان
عليه السلام مرافقاً لنور النبوة وفي أيام طفولته كانت بوارق الرشد
والشهامة تلتمع على جبينه المبارك ، وكان كهنه ذلك العهد ومنجموا
تلك الأيام يقولون بأنه سيظهر من نسله شخص يطيعه الإنس والجان
أي النبي (ص) ولهذا السبب برز له أعداء كثيرون .
أعمامه عليه السلام :
1- طالب بن أبي طالب
2- عقيل بن أبي طالب
3- جعفر بن أبي طالب " الطيار "
أمه عليه السلام :
أما الأم الجليلة لأبي الفضل العباس عليه السلام فهي السيدة الزكية
" أم البنين " اسمها فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر المعروف
بالوحيد بن كلاب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وأمها ثمامة بنت
سهيل بن عامر بم مالك بن جعفر بن كلاب.
أبوه عليه السلام :
أما أبوه فهو إمام المتقين وقسيم النار والجنة وابن عم النبي (ص)
وصفيه وأمين وحيه وأول المؤمنين به وبما جاء من عند ربه ، أمير النحل
علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الحسن المجتبى وزوج البتول
الطاهرة الزكية ، فاتح الحصون وقالع باب خيبر نصير الفقراء والمظلومين
وهو الذي قال عنه النبي المصطفى " من كنت مولاه فهذا عليا مولاه "
وصفه عليه السلام :
كان العباس رجلاً وسيماً جميلاً يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان
في الأرض وكان يقال له قمر بني هاشم لوضائته وجمال هيئته وأن
أسرة وجهه تبرق كالبدر المنير ، فكان لا يحتاج في الليلة الظلماء إلى
ضياء ، إن أبا الفضل عليه السلام إنما دعي " قمر بني هاشم " لأن نور
محياه كان يضيئ كل ظلمة وجمال هيئته كان يبهر كل ناظر فإن نور
وجهه أبي الفضل العباس عليه السلام وجمال محياه كان بدرجة من
العظمة والبهاء بحيث لو اتفق أن رافق في الطريق ابن اخيه علي
الأكبر الذي كان أشبه الناس خلقاً وخلقاً بجده المصطفى (ص) اصطف
أهل المدينة في طريقهما ليتفرجوا على جمالهما ، ويتزودوا من نور
إيمانهما ومعنوياتهما العالية .
طفولة العباس عليه السلام :
قيل : إنه لما مضت أيام على ولادة ابي الفضل العباس (ع) جاءت زينب
(ع) إلى أبيها أمير المؤمنين (ع) يوماً وهي تحمل أخاها العباس (ع) وقد
ضمته إلى صدرها وقالت له : يا أمير المؤمنين ! ما لي أرى قلبي متعلقاً
بهذا الوليد أشد التعلق ، ونفسي منشدة إليه أكبر الانشداد ؟
فأجابها أبوها أمير المؤمنين (ع) بلطف وحنان قائلاً :
وكيف لا تكونين يا أبة كذلك ، وهو كفيلك وحاميك ؟
فقالت السيدة زينب (ع) بتعجب : إنه كفيلي وحاميني ؟
فأجابها (ع) بعطف وشفقة : نعم يا بنية ولكن ستفارقينه ويفارقك .
فقالت السيدة زينب (ع) : باستغراب : يا أبتاه ! أيتركني هو أم أتركه أنا ؟
فقال (ع) وهو يجيبها بلهفة ولوعة : بل تتركينه يا بنية وهو صريع على
رمضاء كربلاء ، مقطوع اليدين من الزندين ، مفضوخ الهامة بعمد الحديد ،
ضام إلى جنب الفرات ، فلم تتمالك السيدة زينب (ع) لما سمعت ذلك حتى
اعولت وصاحت : واأخاه واعباساه . وإلى هذا أشار الشاعر حيث يقول :
جاءت به الحوراء تحمله وقد شغفت به ، وبه الفؤاد تعلقا
تحنو عليه وتنثني لأبيهما من كان كالأم الرؤوم وأشفقا
حلو الشمائل مذ رآه وفيه من معنى البسالة والجمال مع النقا
سماه عباساً وقال ملقباً قمراً فقل : أسمى وأجمل رونقا...
[/size]