بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
الجسم في الإنسان يحتاج إلى ثلاثة مصادر تزوده بالمدد:
أولا: الغذاء من الطعام والشراب.
ثانيا: النوم.
ثالثا: الروح.
لولا أن هذه المصادر تمد الإنسان بالقوة لفارق الحياة.
بالنسبة إلى الرسالة المحمدية جميع هذه المصادر تتجسد في الزهراء فاطمة صلوات الله عليها.
فالشجرة المحمدية تستمد جميع أنواع القوة لها من الزهراء فاطمة ،ولهذا السبب كناها أبوها صلى الله عليه وآله بـ (أم أبيها) فتدبر!!
لاحظ أيضا أن تسبيحة الزهراء تتكون من ثلاث جهات: (الله أكبر ـ الحمد لله ـ سبحان الله).
وكذلك ورد أنها صلى الله عليها كانت تشرق لأمير المؤمنين صلوات الله عليه بثلاثة أنوار في اليوم والليلة.
ولو أمعنا النظر أكثر لعرفنا سر تقبيل وشم مولاتنا الحوراء زينب لأخيها سيد الشهداء صلوات الله عليهما عند الوداع في كربلاء.
لأن مولاتنا الزهراء قبيل وفاتها قبلت وشمت ابنتها الحوراء زينب،ثم قالت لها: (اصنعي ذلك بولدي الحسين عند الوداع في كربلاء).
أفعال أهل البيت عليهم السلام وجميع ما يصدر منهم لا يقاس بأفعالنا وما يصدر منا!!
فعندما تصدر من المعصوم قبلة أو ما شابه ففيها ينطوي الكثير من المعاني التي لا ندركها نحن.
سئل أحد العلماء عن معنى تقبيل الزهراء لابنتها وتقبيل الحوراء لأخيها عند الوداع؛فقال رضوان الله عليه:إن مصدر المدد للحسين في كربلاء
هو الزهراء سلام الله عليها).
فهذا التقبيل والشم منها هو عبارة عن تقديم الفيض والقوة للإمام الحسين .
بل الزهراء مصدر المدد في جميع العوالم الغيبية والشهودية وفي جميع المراتب والتنزلات.
ولا يمكن أن نذكر بقية ما قاله ذلك العالم من مقامات الزهراء ،لأنه ذكر في آخر كلامه مقاما للزهراء بحيث أن الذي سأل هذا العالم أصيب بصدمة في ذهنه من شدة ذلك المقام الذي عرفه!!
لولا عناية الزهراء لخشي على ذلك السائل!!
انظر إلى جسمك أيها الإنسان أليس سيد الجسم
هو القلب؟!
أليس القلب هو من يدير جميع أعضائك وجوارحك؟؟
وجميع جوارحك بالنسبة إلى قلبك ما هم إلا (عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون).
فلا تتحرك أي جارحة في جسمك إلا بأمر من القلب.
هذا القلب رغم كونه أفضل من كل الجوارح والأعضاء إلا أنه لا يستغني عن الكبد.
ولو قطعت الكبد عنه الطاقة والقوة التي تنتجها هي لفسد القلب وما استطاع أن يدير الجوارح والأعضاء بل سيموت!!
لأن وظيفة الكبد هي تحويل الغذاء إلى طاقة وقوة،والقلب محتاج إلى تلك الطاقة القوة من الكبد؛وإلا لن يستطيع أن يعمل ويؤدي دوره.
التفت جيدا:
لا شك أن القلب المحمدي أفضل من جميع العترة الطاهرة صلوات الله عليه وآله،ولكن هذا القلب المحمدي من أين يأخذ مدده وطاقته؟؟
يأخذه من الكبد الفاطمي صلوات الله عليها.
سؤال: هل يمكن للشجرة أن تنبت من دون الأرض؟؟
مع أننا نأخذ الفائدة من الشجرة وثمرها وليس من الأرض،ولكن لولا الأرض لما نبتت الشجرة.
كذلك لولا الأرض الفاطمية لما نبتت شجرة النبوة والرسالة المحمدية صلى الله عليه وآله.
وهذا لا يعني أنها أفضل من أبيها وبعلها أبدا أبدا.
كما قلنا باحتياج القلب للكبد وهو أفضل منها،واحتياج الشجرة للأرض والشجرة أفضل.
للتوضيح أكثر:
أيهما أهم وأفضل الوضوء أم الصلاة؟؟
ستقول: الصلاة...لأننا أمرنا بالصلاة.
ولكن هل تصح أو تقبل الصلاة من دون وضوء؟؟
بالضبط ـ ولله المثل الأعلى ـ هنا الصلاة المحمدية متوقف تحققها على الوضوء الفاطمي صلى الله عليها.وهنا يتبين عمق معنى: (ولولا فاطمة لما خلقتكما).
فمن دون الأرض الفاطمية كيف ستنبت الشجرة المحمدية؟؟
لذلك فإن القلم المحمدي يستمد من الدواة (المحبرة) الفاطمية لكي يكتب حروف الموجودات وأرواح معانيها في صفحة الوجود.
ولذلك بمجرد أن أحس القلم المحمدي بضعف في بدنه جاء إلى ابنته (الدواة) الفاطمية،فأحضرت له الكساء اليماني.
فإذا كان أشرف الأنبياء والمرسلين يقصد الزهراء إذا احتاج شيئا؛ألا يقصدها الأنبياء والملائكة وسائر الخلق إذا كانت لديهم أي حاجة؟!
فلا يوجد مخلوق إلا ويستمد من الدواة الفاطمية لأنها (أم أبيها)!!
ومن هنا يظهر معنى الحديث: (ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها). كتاب ( بهجة قلب المصطفى) ج1 ص 86.
إلى متى أظل محتارا في بحر معرفتك يا سيدتي !!!منقول للفائدة