]size=24]وهو ان السفياني يمثل خط الإنحراف داخل المعسكر الإسلامي ككل، فتندرج تحته كل الحركات والعقائد التي تدعي الإنتساب إلى الإسلام، مما كان [بعد زوال الدولة العباسية] أو يكون إلى يوم الظهور الموعود. وأما إذا أخذنا عدداً من الصفات بنظر الإعتبار، مما تسالمت الروايات على صحته، فإن هذا المفهوم الواسع سوف يضيق، وسوف ينحصر في تطبيق واحد من تطبيقاته. فإنني أود أن أقول: أن مفهوم السفياني يعبر عن آخر حكم منحرف للمنطقة قبل ظهور المهدي ? ويمكننا أن نصف هذا الحكم مما ثبت له من الصفات، كدخول سوريا والعراق تحت حكم واحد أو متشابه، وحقده على أهل الحق، وإرساله الجيش ضد المهدي [أو ضد جماعة من أهل الحق المخلصين يكون المهدي ? موجوداً فيهم بعنوان آخر غير حقيقته]، وحدوث الخسف على هذا الجيش.
وأما الصفات الأخرى، كتسميته بعثمان بن عنبسة، وخروجه من الوادي اليابس، وصفات جسمه وسيطرته على الأردن وفلسطين، وتفاصيل مواقفه العسكرية، فهي مما ينبغي اسقاطها تحت وطأة الفهم الرمزي، وإيكال علمها إلى أهله. وإن كان الوارد من الأخبار في بعض هذه الصفات صالح للإثبات التاريخي، وإن لم يكن أكيداً.
وانطلاقاً من فهمنا هذا، تتضح علاقة السفياني بالدجال بالمعنى الذي فهمناه أيضاً. بعد أن برهنا في التاريخ السابق[] على أن هذين المفهومين يعبران عن شيئين لا عن شيء واحد.
فإن للفهمين [الصريحين] التقليدين للسفياني والدجال، إتجاه إلى عزل أحدهما عن الآخر عزلاً تاماً، طبقاً للظهور الأولي للأخبار... فالمسيح ينزل فيقتل الدجال في دمشق بدون أن يكون السفياني موجوداً في العالم. والمهدي ? يظهر فيحارب السفياني بدون أن يكون الدجال موجوداً في العالم
[/size]