كميل بن زياد
كميل بن زياد النخعي هو من التابعين والمقربين لأمير المؤمنين (ع ) وممن ادرك النبوة ولم يرالنبي(ص).
ولد قبل الهجرة النبوية الشريفة بعدة سنين في اليمن ، وكانت عائلته واحدة من أكبر العائلات المعروفة هناك، حيث يعود نسب بعض المسلمين مثل مالك الأشتر وهلال بن نافع الى نفس تلك القبيلة التي ينتمي اليها كميل .
سكن معظم افراد هذه القبيلة بعد الاسلام في مدينة الكوفة وذاع صيت هذا الرجل المجاهد في عهد الامام علي (ع ) ويعتبر من كبار انصاره ومؤيديه خلال فترة خلافته حتى بلغت درجة قربه ان الامام (ع) كان يخرجه معه في جوف الليل للمناجاة ، واعطاه بعض الحكم والاسرار والمعارف الإلهية .
وكميل من الذين اعتمد عليهم امير المؤمنين (ع) لادارة شؤون المسلمين حيث تم تعيينه واليا وحاكما على مدينة هيت والتي تقع على نهر الفرات في العراق ، وطلب منه ان يقف بحزم بوجه أطماع معاوية ابن ابي سفيان.
وقد عرف عن كميل المستوى الرفيع من العلم والمعرفة والفضيلة والزهد والتعبد، وكان كثير السؤال من الامام (ع ) في شتى الأمور.
وقد علّمه الامام (ع) الدعاء المشهور المعروف باسم (دعاء كميل )، وقد اصطحبه الامام علي (ع ) ذات ليلة خاج الكوفة ،فلما اشرف على الصحراء تنفس طويلأ وقال له : (يا كميل العلم خير من المال، فالعلم يحرسك وانت تحرس المال).
وقد عانى بعد استشهاد امير المؤمنين (ع) الكثير من اجل الدين الاسلامي ومنهج اهل البيت (ع). ولما وصلت ولاية الكوفة الى الحجاج الملعون ارسل في طلبه فاختفى منه فحرم الحجاج قومه عطاءهم، فقال كميل : انا شيخ كبير ما ذنب قومي ان يحرموا حقوقهم ، فذهب بنفسه الى الحجاج وتحداه قائلا: (اقض ما أنت قاض فأن الموعد يوم الله ، وبعد القتل الحساب ولقد خبّرني علي بن أبي طالب (ع) انك قاتلي(. وهكذا قتله الحجاج فمات شهيدا سنة 12هـ وعمره سبعين سنة