منتديات كونوا أحراراً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
منتديات كونوا احرارا ... اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم ....منتديات كونوا احرارا .. عهداً سيدي يا مقتدى الصدر على درب الشهادة ماضون  ...    منتديات كونوا احراراً    
المواضيع الأخيرة
» هل من مرحب
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالأربعاء 28 سبتمبر 2011, 7:30 pm من طرف عاشق الصدر

» منية الصائمين
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالإثنين 08 أغسطس 2011, 4:21 am من طرف محمدالحسناوي

» شوفوا آخر صورة للسيد القائد
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالأحد 31 يوليو 2011, 5:09 am من طرف صدري حد كطع الانفاس

» قصيدة بحق الزهراء للشيخ حسين الاكرف
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالأحد 17 أبريل 2011, 1:09 am من طرف خادم الاقمار

» حملة المليون فاتحة لروح السيد الشهيد
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالسبت 26 مارس 2011, 7:22 pm من طرف قائد

» الثار
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالسبت 15 يناير 2011, 6:03 am من طرف خادم الاقمار

» تعزية الى القائد وجندة
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالإثنين 18 أكتوبر 2010, 10:38 pm من طرف المريد

» الاندومي قاتل ويكاد لا يخلو منه بيت
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالإثنين 18 أكتوبر 2010, 3:06 am من طرف الثائر

» تقرير مصور لتأبين السيد الشهيد بحظور سماحة السيد القائد مفتدى الصدر
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالإثنين 18 أكتوبر 2010, 12:52 am من طرف الصابر

منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
قائد
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
قلب العالم
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
خادم الاقمار
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
عاشق المقتدى
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
يا مهدي
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
فداءالزهراء
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
عاشق الائمة
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
عاشق الامير
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
خادم الاحرار
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
الضيف
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_rcapتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Voting_barتفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Vote_lcap 
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات كونوا أحراراً على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات كونوا أحراراً على موقع حفض الصفحات

 

 تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خادم الاحرار
مشرف مكتبة كونوا أحراراً
مشرف مكتبة كونوا أحراراً
خادم الاحرار


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 305
تاريخ التسجيل : 21/02/2010

تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Empty
مُساهمةموضوع: تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول   تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010, 3:43 pm

تفسير باطني لآية المائدة
القسم الأول
أعوذ بالله من الشيطان اللعين الرجيم
توكلت على الله رب العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
أود ولليوم الثالث ــ باللغة الحديثةـ أن أتحدث بشيء خارج المادة الفقهية، وحيث أن الحديث عنوانه العام هو العيد، فنتحدث عن ما يمكن بيانه من تفسير الآية الكريمة التي ورد فيها لفظ العيد, ولعله هو اللفظ الوحيد الوارد في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم:[ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ. قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ] (1) .
الحقيقة ليس المقصود هو بيان المعاني اللغوية لألفاظها, وانما أن ندخل في باطنها ولو بمقدار إصبعين, مثلاً من جملة الإشكالات التي ترد: إن الحواريين (رضوان الله عليهم) مهما كان حالهم, على كل حال أنا لا أحسن بهم الظن جيدا؛ لأن أكثرهم زلق وبشر بالثالوث الغير المقدس بعد ارتفاع المسيح (سلام الله عليه) على كل حال, لكنه المهم أن الظاهر منهم في ذلك الحين أنهم ناس طيبون وأخيار ومن خاصة الخلق ومتربون على يدي هذا النبي الكريم الذي هو من أولي العزم. إذن, كيف يشكّون مثل هذا الشك الواضح الصريح والمصرح به في الآية [هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ] بمعنى انه تشكيك في القدرة الإلهية, فما هو الجواب؟.
__________
(1) سورة المائدة: الآية 112- 115.
بالحقيقة الجواب يكون على أشكال منها: التشكيك ــ لو صح التعبير ــ تشكيك في مقابل تشكيك, التشكيك بمستوى هؤلاء, وإن ما ندعيه أو يدعيه المسيحيون أنهم من أولياء الله ومن أفاضل الخلق ليس بصحيح. نعم, فيهم هكذا ربما اقلّهم هو هكذا, ولكنه ليس كلّهم ولا دليل في الآية على أن كلّهم قالوا هذا الكلام. لا أكثرهم قالوا هذا الكلام وأكثرهم فاسد, والفاسد منهم قال هذا الكلام وانتهى الحال , فلذا يقول بعد ذلك: [اتَّقُواْ اللّهَ] يعني أنهم غير متقين فضلا عما فوق التقوى من المراتب.
الجواب الثاني : طبعاً بعد التنزل عن الجواب الأول واعتبار أن القائلين كانوا من أولياء الله ومن المقربين، حينئذٍ لا يصح أن يكون تشكيكا في قدرة الله سبحانه وتعالى، وهذا ينبغي أن يكون واضحاً، فيأتي الجواب الثاني والثالث، وفي هذا الجواب الثاني نقول أو يقال: بأنه سؤال عن الاستحقاق، لأن الله تعالى لا يعمل إلاّ ما هو مُستَحقٌ للعبد، أما ما هو زائد فمقتضى القاعدة انه غير معطى للعبد ويحرم منه العبد، لأنّه أكثر من الاستحقاق لا يتحمله العبد، فنستطيع أن نقول على نحوٍ من المجاز انه غير داخل في القدرة الألهية، وانما الداخل في القدرة الألهية هو النظام الماشي, وهو الإعطاء بقدر الاستحقاق، وأما الزائد فكأنه رب العالمين غير قادر عليه مثلاً, من باب انه ملتزم بعدم فيضه على العباد, فـ[هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ] يعود الى السؤال عن قابلية القابل, يعني الاستحقاق، وهل إننا مستحقون أن يُنّزِل علينا مائدة من السماء، أو أننا غير مستحقين لذلك, ونحو ذلك من الكلمات, وان كان بيان اللغة يكون سمجاً, كان يمكن بيانه بلفظ آخر على أية حال, والسماجة ليست للقرآن وانما القرآن ناقل, وناقل الكفر ليس بكافر كما يعبرون.
الجواب الثالث: إن[رَبّكَ] لا يراد به الله سبحانه وتعالى, لأن ربّ كل شيء هو مالكه ومسيطر عليه ونحو ذلك. الله هو رب العالمين أكيدا فيما إذا وصلنا إلى مرتبةٍ هي المسيطرة على كل عالم
الإمكان، فذاك هو الله سبحانه وتعالى، وأما إذا نسب إلى شخص ما، ربي أو ربك أو ربه, صح رب العالمين هو ربه اكيدا، لأنه هو أيضا من ضمن العالمين ولكن دون هذه المرتبة أيضاً يوجد أرباب بهذا المعنى, الروح العليا لكل إنسان هي ربه, الباطن رب الظاهر بمعنى من المعاني، فرب المسيح هو باطنه العالي مثلا عند الله سبحانه وتعالى وذاك الباطن فعال بطبيعة الحال إن كان العقل الفعال يسمى فعالاً، فذاك أيضاً فعال. فـ[هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ] بهذا المعنى سوف يصبح ليس تشكيكاً في القدرة الألهية وإنما تشكيك في قدرة هذا المستوى من الوجود، وليس كفراً على أية حال وان كان عندنا واضح الصحة وواضح القدرة، ولكنه ليس كفرا.
وهل يكون تشكيكاً في فاعلية الفاعل ؟ يعني هل إنك وصلت إلى تلك الدرجة التي تستطيع بها أن تحرك بها المرتبة إلى العمل وإنزال الفيض أم لا؟ أنت لم تصل إلى تلك المرتبة التي تستطيع أن تحرك تلك المرتبة لإنزال الفيض، على كل حال فحمل الكلام ــ أي كلام الحواريين ــ ولا أقول حمل الآية وانما حمل مضمون الآية على الصحة من هذه الناحية ممكن.
الفقرة الثانية: من الحديث أننا نسأل عن نوعية هذه المائدة، طبعاً في الرواية إنها مائدة فيها سمك وفيها خبز ... الخ، هذا جواب لأهل الدنيا ولأهل المادة أو لأهل التصورات المتدنية، وهو لا يعني أن هذا منفي أنا أريد أن انفيه, أنا لا أريد أن انفيه, بل للقرآن ظاهر وباطن وكل منهما صادق في الحقيقة، وليس أن يبان الباطن هو نفي للظاهر بل هو إثبات لهما معا، فهذه مائدة وتلك مائدة أيضاً, كما في بعض خطب أمير المؤمنين ( ما مضمونة: (حرر مائدة فيها أطائب الطعام وكذا وكذا)، ولكن أهل الدنيا اعرضوا عنها واتفقوا على جيفة, إنها تلك هي الجيّدة وليست هذه المائدة الحقيقية هي الجيدة بالمعنى الظاهري. هذا مجاز ليست الآخرة هي المائدة
وليست الدنيا هي جيفة ولكنه بالمعنى الباطني أو الواقعي هو حقيقة, الآخرة هي مائدة والدنيا هي جيفة ليس أكثر من ذلك، فلذا أيضاً ربما ورد في بعض الأخبار أنا لا اعرف سندها : (ما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت كلابا) (1) أو شيء من هذا القبيل ، ووصف الإنسان بكونه كلب ليس حقيقياً بالمعنى المادي، ولكنه حقيقياً بالمعنى المعنوي اكيدا؛ لأنه عين النجاسة حقيقة, وان لم يكن كذلك بحسب الحكم الفقهي أو الظاهري والله العالم، فالمائدة حسب الأطروحة التي أريد أن اطرحها إنما هي مائدة معنوية وليست مائدة طعام, ومما يؤكل عادة الطعام الدنيوي. أما سنخ تلك المائدة المعنوية فمجهولة؛ لأن أي مائدة يتفضل بها الله سبحانه وتعالى, أي عطاء من عطائه يتفضل به فهو كاف جدا.
[قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ], بحسب ظاهرها انه لماذا تشككون بالقدرة الإلهية, أصبحوا متقين، كفوا عن هذا الحديث, لكنه بحسب هذه الأطروحة الجديدة، ماذا يصبح ؟ انه يعطيهم رأس الخيط لنزول المائدة، يعطيهم السبب والعلة, إنكم اوجدوا السبب لنزول المائدة حتى تنزل المائدة؛ لأن (وان كان ليس لطيفا) الله تعالى لا يعطي مجانا أو بدون مقابل، لابد من سبب لوجود العطاء، أو بالتعبير الآخر انه اجعلوا أنفسكم مستحقين حتى تنزل عليكم الموائد والأنوار. والوصول إلى درجة الاستحقاق يحتاج إلى مقدمات بطبيعة الحال، فحينئذٍ أول مقدماتها وان كانت هي مقدمات عالية إلى حد ما، لكنه من أوائلها الحصول على درجات التقوى. أنت إذا لم تكن متقياً ــ واصل حسابك ــ اذهب وابحث على ما ينفعك, وأما أن تريد الفوائد الخاصة من الله سبحانه وتعالى, والموائد الخاصة من الله, بدون أن تكون متقياً، فلابد لك إذن أن تبدأ برأس الخيط الذي
__________
(1) الغدير للاميني: ج10, ص171.والرواية أن شريك بن الأعور دخل على معاوية وكان دميما, فقال له معاوية: انك لدميم والجميل خير من الدميم, وانك لشريك وما لله من شريك, وإن أباك لأعور والصحيح خير من الأعور, فكيف سدت قومك؟ فقال له: انك معاوية وما معاوية إلاّ كلبة عوت فاستعوت كلابا, وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر, وإنك لابن حرب والسلم خير من الحرب, وانك لابن أمية وما أمية إلاّ امة صغرت, فكيف صرت أمير المؤمنين...الى آخر الرواية.
هو التقوى حتى تأتيك المائدة [قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ]: يعني رأس الخيط وأول الأسباب لمجيء المائدة هي تقوى الله سبحانه وتعالى.
[قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] طبعاً لا ينال التقوى إلاّ المؤمن ؛ لأن هذه الدرجات لابد من السير فيها الى الإسلام ثم الايمان ثم الورع ثم التقوى، ولكل منها عشر درجات, وهذا لا حاجة له الآن للدخول فيه. فالمهم انه لا يصل الفرد إلى أي درجة إلاّ بعد أن يكون قد وصل إلى ما قبلها
ــ الطفرة مستحيلة ــ أو على الأقل خارجة عن النظام الإلهي الاعتيادي، فان كنتم مؤمنين اتقوا الله, أولاً درجة الأيمان ثم درجة التقوى ثم الحصول على المائدة وليست المسألة (كوتره (1) لو مجانية لو فالتة لو فالت حبله (2) ) كما يقال في اللهجة العامية ليس بصحيح, وانما امشوا على النظام لكي تحصلوا على النتائج، وإذا مشينا بهذا الممشى فنعرف أن الجواب ليس خاصاً بالحواريين، وانما طبعاً عام لكل الناس لكل الخلق بمعنى من المعاني أو لكل البشر أو لكل الأجيال لا أقل، انه لا تحصلون على الموائد الخاصة إلاّ بالتقوى، ولن تحصلوا على التقوى إلا بالأيمان، وهذا ينبغي أن يكون صحيحاً، ولن تحصلوا على الأيمان إلاّ بالإسلام، وهذا أيضا ينبغي أن يكون صحيحاً وليس أكثر من ذلك.
[اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ], وأنا لاحظت (أنا محدود مهما يكن من أمر صفر أو تحت الصفر محل الشاهد), إنني في حدود اطلاعي قلت أحيانا هذا المعنى, وأقوله لأنني معتقد به: أن النتائج الحسنة الرئيسية المعطاة في القران لعنوانين فقط (الصابرين) و (المتقين) , الصبر موعود بكثرة في القرآن وبتركيز على حسن نتائجه؛ لأن الله تعالى يعلم مقدار صعوبته في الحقيقة
ــ جل جلاله ــ أي صعوبته على النفس الأمارة بالسوء؛ لأنه ضد النفس الأمارة بالسوء أكيدا وقهر للنفس الأمارة بالسوء أكيدا. والشيء الآخر
__________
(1) كلمة عاميّة يراد بها البيع بدون ميزان.
(2) مثل عامي يطلق على القضايا السائبة وغير المنظبطة.
هو التقوى (العاقبة للمتقين) و (العاقبة للتقوى) , ونحو ذلك من الأمور , وهذا معناه احد أمرين, يعني كلا الأمرين :
أولا : إن العاقبة الحقيقة ليست لمن دون التقوى , يعني أي شخص يكون دون التقوى حتى لو كان ورعا إلاّ انه لم يصل الى درجة التقوى على تقدير التفريق بينهما كما هو الصحيح, لا يصل الى العاقبة الحقيقية, بل يبقى مستحقا للتأنيب وجر الإذن بمعنى من المعاني , أما في الدنيا و أما في الآخرة , يحتاج الى تمحيص في النهاية, هذه واحدة .
والثانية : أنا اعتقد ــ على كل حال ولو كأطروحة انظر لها أنت بوجدانك ــ إن الصابرين والمتقين نفس الشيء وليس شيئان, صحيح إنهما عنوانين متباينين بالمنطق واللغة والحوزة , عمليا نستطيع أن نقول: إنه من بلغ الى درجة الصبر حقيقة فهو متقي , كل صابر فهو متقي وكل متقي فهو صابر أكيدا؛ لأنه بمعنى من المعاني احد درجاته تنتج الآخر ثم ينتج صاحبه ثم ينتج صاحبه بالتدريج, احدهما عله للآخر بحسب المستويات. الى أن يصل الإنسان الى الصبر المحض والتقوى المحضة وهذا كافي جدا.
وهذا هو الذي يوعد بالتركيز من كلا الجانبين, على انه له النتائج الحسنة, وإلا ــ سبحان الله لاحظوا ــ إذا كان صابرا غير متقي ليس له تلك النتائج الحسنة, وإذا كان متقيا غير صابر كأنه لا يحتمل أن يكون متقيا أصلا؛ لأنه بالأساس لا تنال التقوى إلاّ بالصبر ــ سبحان الله ــ إذن, فلا بد من التركيب أو الدمج بينهما حتى نحصل أو يحصل الفرد على النتائج المطلوبة بطبيعة الحال.
[قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا], تذكر المصادر أنهم ابرزوا ــ هم أيضاً عندهم مقدار من التفكير مهما كانوا متدنين أو أسأنا الظن بهم أو أحسنا الظن بهم بغض النظر عن ذلك، في النهاية عندهم درجة من التفكير لا بأس به ــ فيقول المفسرون أنهم أعطوا أربعة فوائد لنزول المائدة: ( نريد
أن نأكل منها, وتطمئن قلوبنا, ونعلم أن قد صدقتنا, ونكون عليها من الشاهدين )
ــ كول لاـ وكذلك ــ سبحان الله ــ عدة فوائد ربما ثلاثة أو أربعة عدّدها عيسى بن مريم عليه السلام: (اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ), فصارت سبعة فوائد لنزول المائدة .
الفائدة الأولى: لا اقل في كلام الحواريين بمقدار ما يسع الوقت (نريد أن نأكل منها) على تقدير كونها مادية فليس به إشكال, هذا هو المطابق للظاهر, وعلى تقدير كونها معنوية فلكل شيء أكله المناسب له, أي الحصول عليه بمعنى من المعاني ويعبرون بالتنفيذ, أي تمشي المادة بالدم ويكون مقويا ومؤيدا للحياة وسببا للنشاط , فكما إن الأمور المادية والبروتين والفيتامينات وغيرها تمشي في الجسم أو في الدم , فتؤثر مثل هذه الآثار الجسمية أو المادية, كذلك العطاء الروحي يكون في الروح طبعا بالملكة المناسبة له في الإنسان, والإنسان فيه ملكات ما شاء الله ــ محل الشاهد ـ وأيضا يؤثر ذاك الأثر, يؤثر اثر الأكل , كأنه أكل وكما لو أكل, يؤثر الأثر المادي, كذلك لو حصل على العطاء المعنوي أيضا يؤثر ما يشبه هذا الأثر من النشاط ومن القوة والقدرة على الطاعة في جانبها الروحي.
[وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا], بالحقيقة اطمئنان القلوب له احد تفسيرين ــ نفس هذا الذي في الآية الأخرى بالنسبة إلى إبراهيم عليه السلام
محل الشاهد ــ تفسير أن يكون الاطمئنان طرفه هو الأعلى ، والتفسير الآخر أن يكون الاطمئنان طرفه هو الأسفل, في الحقيقة أردئ التفسيرين هو الأول، مثلاً أننا نطمأن بصدق الرسالة, نطمئن بأصول الدين, نطمئن بوجود الله, طرفه هو الأعلى, بهذا المعنى سوف يصبح لا، التفسير الآخر انه طرفه هو الأسفل تطمأن من البلاء الظاهري والباطني, لماذا؟ لأن الإنسان عند الآخرة في وجل ووحشة من أي بلاء أمام الله سبحانه وتعالى، البلاء الدنيوي يخوفه حتى
لو كان هو صابر, يوجد هناك تشكيك بشكل من الأشكال وصعوبة فيطمئن. وكذلك البلاء الباطني كالوسوسة ونحو ذلك بالنفس الأمارة بالسوء والشهوات والرغبات المحرمة وغير المحرمة والمنحرفة تطمئن أي تنقطع ويحصل اطمئنان حقيقي عند نزول العطاء أي عند نزول المائدة, فنتيجة من نتائج نزول المائدة اطمئنان القلوب من البلاء الظاهري والباطني , أما البلاء الباطني فينقطع أو يقل الى درجة يطمئن بها القلب, والبلاء الظاهري لا نقول ينقطع, الدنيا هي دار بلاء باستمرار وإنما يحصل من الصبر ويطمئن منه القلب، أنا لا أخاف يا ربي أتى البلاء أو لم يأت، أنا لا اعتني به أصلا وجوده كعدمه، المهم هو انه أنت ترضى عني فقط فيطمئن القلب [أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ] (1) , لا حاجة إلى الدنيا بما فيها ومن فيها وخيرها وشرها.
[وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا], نعم نحن لو فسرناها بالتفسير الآخر من التفسير الأول, انه تطمئن القلوب بما فوقها لا بما تحتها بأصول الدين, بمعنى من المعاني الذي هو أيضا الأشكال الرئيسي على إبراهيم عليه السلام لا، بل تطمئن القلوب بما هو أسهل منها لا بما هو أعلى منها، فيرتفع الأشكال عن كلتا الآيتين. لكن لو فسرناها بالاطمئنان بما فوقها، حينئذ كأنما يكون بمنزلة تكاد تطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا، تطمئن قلوبنا بصدق رسالتك ونعلم أن قد صدقتنا كأنما تكرار (هي هي)، فالجواب هنا أما أن نقول: إن الاطمئنان معنى مباين للعلم بالصدق، وهذا الذي فسرناه لا ربط به للعلم بالصدق، يعني الأطمئنان جانب نفسي أو قلبي, والعلم جانب عقلي وإدراكي, وهذا لا ربط له بهذا وانتهى الحال، وأما أن نفسره باختلاف المرتبة، الاطمئنان مرتبة والعلم أزيد من الأطمئنان وأعلى من الأطمئنان, أيضا يحصل ليس فقط نطمئن، بل يحصل العلم بالصدق وله باب وجواب.
لكن يبقى الأشكال الآخر من قبيل [هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ]، هؤلاء يبدو أنهم متسافلين إلى درجة
__________
(1) سورة الرعد: الآية 28 .
عجيبة كأنما يشككون بنبوة نبيهم ([ وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا], يبدو انه قبل نزول المائدة لا يعلمون انه قد صدقهم، بالحقيقة هذا يمكن تفسيره بما هو أعلى وبما هو أسفل، والتفسير الأدنى هو الأول وهذا الذي يرد عليه الأشكال، انه أنا اشكك بما هو أعلى، الذي هو النبوة أو ما فوق النبوة ــ والعياذ بالله ــ وهذا له باب وجواب، حينئذ هذا الذي يحصل، لا، إنما بما هو أسفل لأنه نبي على العين والرأس وصاحب معجزات، وسبب للمعجزات وكل شيء ومقرب وعظيم عند الله، لكنه غير صادق، الصداقة الصادقة والصديق الصادق مَنْ هو ؟ هو الذي يضر نفسه لينفعك.
ومن إذا ريب الزمان صدعك
... ... ... ... ... شتت شمل نفسه ليجمعك
كول لا سبحان الله (1) .
هذا هو الصديق الصادق بهذا المعنى.
أنا عبرت عنه بأنه الصدق المتعلق بالأسفل, أي بالعلاقة الاجتماعية، وليس بالأعلى الذي هو العلاقة مع الله سبحانه وتعالى [أَن قَدْ صَدَقْتَنَا], أي قد صدقت العلاقة معنا ورعيتنا، ولا تعرض عنا بعنوان أنا مع الله ولا دخل لي بكم ــ سبحان الله ــ يعني: هل نمد أرجلنا بالشمس, نحن متعلقون بك, فإذا أنزلت علينا مائدة من السماء, إذن نعلم أنك قد صدقتنا. أي انه علاقتك بنا حميمة ونفعتنا، وإما إذا لم تنزل علينا مائدة من السماء فقد أهملتنا وهجرتنا وتكون قد ظلمتنا بمعنى من المعاني ومن هنا كان كأنه بنحو إلزام لعيسى ( لأنه يدعو لنزول المائدة. ونكمل إذا ناسب.
__________
(1) هذه العبارة باللهجة العامية يقصد بها (قده) معاني متعددة تفهم بحسب سياق الكلام فتارة يقصد بها التعجب وأخرى التحدي وثالثة استبعاد وجود معنى آخر غير الذي بينه هو كما في المقام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قلب العالم
منتديات كونوا أحراراً
منتديات كونوا أحراراً
قلب العالم


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1820
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول   تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالجمعة 26 فبراير 2010, 11:52 pm


ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ





ﭑ ﭒ ﭓ




اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




موضوع جميل ومفيد ادامكم الله لطرح الأجمل




تحياتي ودعواتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://coono.yoo7.com
قائد
معلومات العضو
معلومات العضو
قائد


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2146
تاريخ التسجيل : 26/02/2010

تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Empty
مُساهمةموضوع: رد   تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول Emptyالإثنين 08 مارس 2010, 3:35 pm

شكرا لطرح تراث السيد الشهيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسيـــــــــــــــر باطني لآية المائدة--لسماحة المولى المقدس الصدر-القسم االثالث
» تفسيــــــــــــــر باطني لآية المائدة-لسماحة المولى المقدس الصدر - القسم الثاني
» صورة رائعة الملامح لسماحة المولى المقدس محمد الصدر
» قالوا في المولى المقدس الصدر الثاني
» مقتطف من كلمة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله)في ذكرى استشهاد المولى المقدس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات كونوا أحراراً :: ألأقسام ألأسلاميــــــــــــة :: منتدى ألقرآن المجيد-
انتقل الى: