في ذكرى استشهاد مولانا الإمام العسكري لابد لنا التعرض إلى بعض المواقف من حياته الشريف والتي تحمل المعاني الكثير والتي يمكن الاستفادة منها في وقتنا الحاضر منها :
اللقاء بينه وبين أتباعه وأنصاره والطريقة التي كان يمارسها الإمام في إيصال الأوامر أليهم وتدريبهم على الكتمان والسرية والمحافظة عليهم ....... فقد روى أبو هاشم الجعفري عن داود بن الأسود قال : دعاني سيدي أبو محمد الحسن العسكري علـــ السلام ــيه فدفع إلي خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف فقال علــ السلام ـــيه (صر بهذه الخشبة إلى العمري ) فمضيت فلما صرت إلى بعض الطريق عرض لي سقاء معه بغل فزاحمني البغل على الطريق .... فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت البغل فأنشقت – الخشبة – فنظرت إلى كسرها فإذا فيها كتب فبادرت سريعا فرددت الخشبة إلى كمي فجعل السقاء يناديني ويشتمني ويشتم صاحبي فلما دنوت من الدار راجعا استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال : يقول لك مولاي ((لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب ؟ )) فقلت له : يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب فقال عليه السلام : ولم احتجت أن تعمل عملا تحتاج أن تعتذر منه . إياك بعدها أن تعود إلى مثلها وإذا سمعت لنا شاتما فأمض لسبيلك التي أمرت بها وإياك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرفه من أنت فأننا في بلد سوء ومصر سوء وأمض في طريقك فان أخبارك وأحوالك ترد إلينا فأعلم ذلك (مناقب آل أبي طالب 3/528 )
ونحن كأتباع للحوزة الناطقة علينا استخلاص بعض العبر من الرواية منها ::
1_ إن الإمام أو القائد الإلهي لا يتقيد بمكان واحد فلا يحجبه عن أتباعه بعد المكان واللقاء تارة يكون بصورة مباشرة أو بواسطة أخرى فلا فرق إن كان القائد في النجف أو في قم فأنه على اتصال مع قواعده سواء من خلال البيانات المستمرة أو من خلال اللقاءات المباشرة .
2_ يمكن أن تكون الأوامر الصادرة من القائد بسيطة في ظاهرها إلا إنها تحمل في طياتها المعاني الكبيرة فالظاهر (العصا) والباطن الأهم ( البيانات داخل العصا ) ... فكم من أوامر صادرة من قبل سماحة القائد إلا إنها لم تجد من يطبقها إلا القليل لعدم معرفتنا الحقيقية بما تحويه البيانات والأوامر من غايات ربانية عليا .. كالتعلم وصلاة الليل والأخلاق المحمدية .......... وغيرها كثير
3_ صدرت العديد من الأوامر بكتمان السر في الواجبات والعلاقات العامة وغيره ولكن مع ذلك فأن ثرثرة البعض أدت بهم إلى انكشاف أمرهم وبالتالي الاعتقال أو الاغتيال وعدم تحقيق الأهداف المرجوة منهم .
4_ إن كان داود بن الأسود قد منح فرصة من قبل الأمام بتوجيه الأمام إليه .... فنحن علينا أن نتعلم هذا الدرس حتى لا تضيع الفرصة الأكبر من أيدينا وأن لا تأتي اللحظة التي نعض بها على أناملنا بفقدان الفرصة بالالتحاق في جيش مولانا صاحب الأمر علــ السلام ــيه ...... يوم يعض الظالم على يديه ......