اللهم صلّي على محمد وال محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم
أخوتي المؤمنون
في البدء أتقدم لكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات
بمناسبة بعثة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله
سائلا المولى القدير أن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات مستلهمين الدروس والعبر من خلال التعمق في رسالة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وتطبيق تلك الرسالة بتسليم مطلق فهي سبيلهم إلى الوحدة ليكونوا أعزة بعزة بعزة الله لا يهابون أعداء الله ولا يخضعون للمفسدين في أرض الله تجمعهم كلمة التوحيد التي جاء بها خير خلق الله فهي النور الذي يعصم الدماء ويجمع القلوب على هدى الخالق العظيم والذي خلق الناس أجمعين ليكونوا عبادا له موحدين وعن عبادة غيره معرضين لا تأخذهم في توحيده لومة لائم فهم بها على الحق سائرين وللخير مريدين وللجنان قاصدين وللنيران مجتنبين فينعموا بالخلود الأبدي في نعيم الله تحفهم رحمة الله ليستقروا فيها وتقر أعينهم برضوانه الدائم
نعم أيها الأحبة
اليوم هو اليوم الذي بعث في رسول الله الأمين صلى الله عليه وآله ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان وينقذهم مما هم فيه من عبادة الأصنام والذل والهوان
قالت الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية واصفة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله { لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيم } فَإنْ تَعْزُوه وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ أبي دُونَ نِسائِكُمْ، وَأخا ابْنِ عَمَّي دُونَ رِجالِكُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِيُّ إلَيْهِ صَلى الله عليه وآله. فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنِّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِكِينَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، آخِذاً بِأكْظامِهِمْ، داعِياً إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنةِ، يَكْسِرُ الأَصْنامَ، وَيَنْكُتُ الْهامَ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَوَلُّوا الدُّبُرَ، حَتّى تَفَرَّى اللَّيْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَأسْفَرَ الحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، وَنَطَقَ زَعِيمُ الدّينِ، وَخَرِسَتْ شَقاشِقُ الشَّياطينِ، وَطاحَ وَشيظُ النِّفاقِ، وَانْحَلَّتْ عُقَدُ الْكُفْرِ وَالشِّقاقِ، وَفُهْتُمْ بِكَلِمَةِ الإْخْلاصِ فِي نَفَرٍ مِنَ الْبيضِ الْخِماصِ، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ، مُذْقَةَ الشّارِبِ، وَنُهْزَةَ الطّامِعِ، وَقُبْسَةَ الْعَجْلانِ، وَمَوْطِئَ الأقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطّرْقَ، وَتَقْتاتُونَ الْوَرَقَ، أذِلَّةً خاسِئِينَ، { تَخافُونَ أنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِكُمْ } فَأنْقَذَكُمُ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى بِمُحَمَّدٍ صَلى الله عليه وآله بَعْدَ اللّتَيّا وَالَّتِي، وَبَعْدَ أنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجالِ وَذُؤْبانِ الْعَرَبِ وَمَرَدَةِ أهْلِ الْكِتابِ، ( كُلَّما أوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أطْفَأها اللهُ )
نعم أخوتي
نحن في نعمة عظمى إذ جعلنا الله من أبناء هذه الأمة المرحومة بمن بمن أرسله الله رحمة للعالمين وعلينا أن نشكر الله على هذه النعمة بالإخلاص في العمل الذي هدانا إليه سيد البشر لنهنأ بخير الدنيا ونعيم الآخرة من خلال التوكل على الله والأخذ بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من نور الهدى والإيمان من خلال رسالته والتي ختمها بتبليغنا بالهادين بعده لتبقى الرسالة المحمدية مشرقة من خلالهم والبعثة النبوية زاهرة بأنوارهم فهم عدل القرآن وترجمانه والمطبقين لما يحويه من أحكام شرعية وعلوم غيبية لا يمكن لنا فهمها إلا بإفاضتهم علينا من خلال وجودهم المبارك فهم باقين ما بقي القرآن لن يفتروا عنه حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله الحوض فهم الثقل الثاني الملازم للقرآن في هذه الحياة وهم الأئمة الهداة المأمورين بمعرفتهم واتباعهم في كل زمان
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من الثابتين على نهج سيد الأنبياء والسالكين لطريق الأولياء المظهرين للخير الذي منهم تعلمناه لنكون دعاة من دعاة الصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة
مقبلين على العلم عاملين به
معرضين عن الجهل والضلال
مجتنبين سخط الخالق
مقبلين على ما فيه رضاه
لنهنأ بالعيش الكريم في هذه الحياة
والنعيم في دار القرار