قال : «من مدح غير المستحق ، فقد قام مقام المتهم».
وقال : «لا يعرف النعمة إلا الشاكر، ولا يشكر النعمة إلا العارف».
وقال عليه السلام: «ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك ، فإن لكل يوم رزقاً جديداً، واعلم أنّ الإلحاح في المطالب ، يسلب البهاء، ويورث التعب والعناء، فاصبر حتى يفتح الله لك باباً يسهل الدخول فيه ، فما أقرب الصنيع من الملهوف ، والأمن من الهارب المخوف، فربما كانت الغير نوع من أدب الله ، والحظوظ مراتب ، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك ، فإنما تنالها في أوانها .
واعلم أن المدبّر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه ، فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ، فلا تعجل بحوائجك قبل وقتها، فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط .
واعلم أن للسخاء(1) مقداراً، فإن زاد عليه فهو سرف ، وأن للحزم مقداراً، فإن زاد عليه فهو تهوّر، واحذر كل ذكي ساكن الطرف ، ولو عقل أهل الدنيا خربت».
وقال : «خير إخوانك من نسي ذنبك ، وذكر إحسانك إليه » .
وقال : «أضعف الأعداء كيداً من أظهر عداوته » .
وقال : «حسن الصورة جمال ظاهر، وحسن العقل جمال باطن ».
وقال : «أولى الناس بالمحبة منهم من أملوه».
وقال عليه السلام : «من أنس بالله استوحش من الناس ، وعلامة الأنس بالله الوحشة من الناس».
وقال عليه السلام : «جعلت الخبائث في بيت ، والكذب مفاتيحها» .
وقال : «إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودعوها» .
وقال : «أللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره».
وقال : «الجهل خصم ، والحلم حكم ، ولم يعرف راحة القلب (2) من لم يجرّعه
____________
1 - في الأصل : للحيا، وما أثبتناه من البحار.
2 - في البحار: القلوب .
(314)
الحلم غصص الصبر والغيظ ».
وقال : «من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة».
وقال : «المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره، ولا تدفع بالإمساك عنها».
وقال : «نائل الكريم يحبّبك إليه ويقرّبك منه ، ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه».
وقال : «من كان الورع سجيّته ، والكرم طبيعته ، والحلم خلّته ، كثر صديقه والثناء عليه ، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه»(1).
وقال جابر بن يزيد الجعفي : دخلت على أبي جعفر الباقر عليه السلام فقلت : أوصني يا ابن رسول ألله .
فقال: «ليعن قويكم ضعيفكم ، وليعطف غنيكم على فقيركم ، وليساعد ذو الجاه منكم بجاهه من لاجاه له ، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه ، واكتموا أسراركم ، ولا تحملوا الناس على رقابنا ، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا منه ، فإن وجدتموه موافقَ القرآن فهو من قولنا، ومالم يكن موافقاً للقرآن ، فقفوا عنده وردوه إلينا، حتى نشرحه لكم كما شرح لنا».
روى عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليه السلام ، أنه قال : «قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أوحى الله إلى نبي من انبيائه : ابن آدم ، اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق ، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك ، فإن أنتصاري لك خير من انتصارك لنفسك .
واعلم أن الخلق الحسن يذيب السيئة كما تذيب الشمس الجليد، وأن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل».
وفي التوراة مكتوب : من يظلم يخرب بيته ، وفي الإنجيل : ظالمون لا فالحون ، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى :(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا)(2).
وقيل: إذا ظلمت من دونك عاقبك من فوقك .
____________
1 ـ البحار78: 378 | 4 عن أعلام الدين، من قوله عليه السلام: « من مدح غير المستحق...».
2 ـ النمل27: 52.