روي أن النبي (صلى الله عليه وآله)رأى أبا سفيان على جمل إحمر,يسوقه معاوية ويقوده عتبة,فقال :اللهم ألعن الراكب والقائد والسائق,فحفظ معاوية هذه اللعنة,وعملت عملها في نفسه,وأنتظر الفرصة السانحة للأنتقام من نبي الرحمة ,حتى صار الحاكم بأمره,فلم يجرأعلى التصريح بالأسم العظيم ,فسب علياً(عليه السلام) وهو لايريد إلا محمداً(صلى الله عليه وآله)لأنه يعلم حق العلم ان النبي قال :"من سب عليا فقد سبني,ومن سبني فقد سب الله". سب معاوية علياًوكتب الى البلدان يأمر عماله وموظفيه به,فقامت الخطباء في كل كورة,وعلى كل منبر يلعنون علياً ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته(أبن أبي الحديد ج3) ,وبقي السب سنة بعد معاوية في سنين طويلة ,وكان الشعور بالرهبة والفزع يسيطر على معاوية في عهد الأمام فيغدر ويفجر ,ويحتال ويغتال ,وله شئ من العذر عند من يرى معاوية من الدهاة والساسة الكبار ,ولكن أي عذر له في جوابه لمن قال له:لقد بلغت ما أملت,فلو كففت عن سب علي, فأجاب: لا حتى يربو عليه الصغيرويهرم الكبير . ولم يشف غليل معاوية السب على المنابر وأتخاذه سنة وديانة, حتى تعمده في محضر أولاد الأمام وأقاربه,بل كان يدعوا أحدهم إلى بيته ويجمع حوله شياطينه وزبانيته ثم يشرعون بالسباب والشتائم!. ومثلما نادى منادي رسول الله يوم الفتح من دخل دار ابي سفيان فهو آمن وأراد معاوية أن يرد له هذا الأحسان فدعى الحسن(عليه السلام) إلى بيته,ولبى الحسن الدعوة ولما دخل على معاوية وجد عنده عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وعقبة بن أبي سفيان والمغيرة بن شعبة وما ان راوا الحسن حتى أرغوا وأزبدوا وشتموا وعابوا.. فالتفت الأمام الحسن الى معاوية وقال: أما بعد يامعاوية فما هؤلاء شتموني , ولكنك شتمتني فحشاً الفته,وسوء رأي عرفت به وخلقاً سيئاً ثبت عليك,وبغياًعلينا عداوة لمحمد وأهله.. وأنشدكم الله أيها الرهط ,أتعلمون أن الذي شتمتموه صلى القبلتين وانت يا معاوية بهما كافر,ترى الصلاة ضلالةووتعبد اللات والعزى غواية؟ هل تعلمون ان الذي شتمتموه بايع البيعتين:بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟وأنت يامعاوية بأحدهما كافر وبالأخرى ناكث؟ هل تعلمون انه اول الناس إيماناً,وأنت يا معاوية من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الإسلام؟. ألستم تعلمون انه صاحب راية رسول الله يوم بدر,وأن راية المشركين مع معاوية وأبيه؟ ويوم أحد ويوم الأحزاب ويوم خيبر الخ.. ألستم تعلمون أن رسول الله لعن ابا سفيان في سبعة مواطن 1:يوم خرج رسول الله من مكة إلى الطائف يدعوا أهلها إلى الإسلام,فلقيه أبو سفيان فشتمه وكذبه وتوعده ,فلعنه الله ورسوله. 2:يوم بدر 3: يوم أحد حيث نادى أبو سفيان اعل [هبل] فلعنه الرسول ولعن هبل 4: يوم الأحزاب 5:يوم الحديبية 6: يوم العقبة 7: يوم رآه الرسول يركب الجمل الأحمر. أراد معاوية ان يطفئ نور الله بالسب والثلب ,ويأبى الله إلاَ أن يتم نوره ولوكره المشركون ,لقد ذهب الأمام إلى رحمة ربه,وبقي معاوية يسب ويلعن, وجاء دور التاريخ فرفع الأمام إلى مصاف الأنبياء عند الناس أجمعين ,وسجل أسم معاوية مع جلادي الشعوب وسفاكي الدماء.