اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و ألعن عدوهم
وردت مفردة الأخوة في القرآن الكريم في موضعين :
مواضع مدح ..
قال تعالى :{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران103
و قال سبحانه واصفاً التائبين :
{فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }التوبة11
وقال في وصف أهل الجنة:
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47
وقال نعالى واصفاً ورثة المؤمنين بالإيمان:
{وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
و أخرى للذم..
حيث قال سبحانه و تعالى في وصف المنافقين:
{أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }الحشر11
وقال ناعتاً الذين كفروا من قوم لوط(ع):
{وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ }ق13
ويصف سبحانه المنافقين و الذين على شاكلتهم بالأخوة ايضاً
{قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً }الأحزاب18
ويصف المبذرين كذلك بالأخوة لأنهم أتفقوا على مبدأ واحد و إن لم يكونوا في مكان واحد
أو زمان واحد
{إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً }الإسراء27
وهكذا يكون حال أصحاب العداء لأهل الحق في كل زمان المؤاخاة بالباطل و الأتحاد على فعل الشر
{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ }الأعراف202
.حيث يعتبر القرآن (أي منزله جل جلالة) إن المؤاخاة هي القبول بالرأي و السير عليه حقاً كان أو باطلاً يعني هناك فريقين للحق واحد و للباطل آخر و بالتالي يكون للناس مسلكين تبعاً لذلك
مسلك لأهل الحق و آخر لأهل الباطل
ومن هنا يتضح لنا لماذا ورد في الأدعية ..مثلاً
(اللهم ألعن قتلة أمير المؤمنين(ع) ) مع إن القاتل واحد وهو الملعون أبن ملجم و كذلك (اللهم ألعن بني أمية قاطبة)
يعني ليس النسبيين بل الحسبيين المتفقين على الفعل نفسه و إن أختلف بهم المكان و الزمان كما أسلفنا .
وختاماُ نقول :
اللهم أجعل أخوتنا كما أردتها لنا طاعة لك و نصرةً لأوليائك حتى نستوجب بها رضاك
برحمتك و منك يا أرحم الراحمين