س31/ كلمة توجهونها الى العالم باسره من شعوب ومنظمات دولية وغير دولية؟
ج/ بعد ان اعلنت امريكا عزمها على عولمة العالم وجعله تحت سيطرتها وجعله كالقرية الصغيرة بالطرق الخرقاء التي تراها صالحه لانها لاترى الا بعين واحدة,
وهي عين العنف والقتل والتشريد والقصف .. وبعد ان اعلنت صراحة ضرب الاديان والمقدسات الاسلامية وغير الاسلامية فهي لاتفرق بين رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) والنبي عيسى بن مريم (عليهما السلام) وغيرهم من الانبياء , فالكل تعتبره خارج عنها حيث العلمانية والانانية .. وبعد ما نرى من معانات الشعوب في فلسطين والعراق وافغانستان وكشمير وباكستان والهند والبوسنه وافريقيا وتايلاند وبعض مناطق امريكا الجنوبية , بل وبعد ما راينا من معانات الشعب الامريكي نفسه من حكامه ..صار لزاما على ماذكرت وعددت في السؤال ان تواجه هذا الخطر بالطريقة التي تراها ضرورية ولازمة ومناسبة يشرط عدم الخضوع والذلة والدخول في عولمتها.
ولتعلموا ان عولمتها هي الدخول في سيطرة اسرائيل والعياذ بالله , فنرى ماتقع فيه بعض الدول الشرقية والغربية من ضغوطات سياسة ضدها لاخضاعها تحت سيطرتها , حتى بات المعارض لها منعزلا عن العالم كما نراها اليوم- لكوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وسورية وايران وغيرها من الدول الاخرى .
هذا ولاتنسوا ماتقوم به من زرع الطائفية والعرقية , فمرة بين السود والبيض تحت مفهوم التمييز العنصري كما كان ولفترات قريبة جدا في جنوب افريقيا بل
ولازال وتارة بين المسلمين والمسيحيين كما نشاهد في بعض الدول الافريقية كنيجيريا والسودان وتشاد.. وقسم من دول شرق اسيا كتايلاند والفلبين .. وقسم من الدول الاوربية كما هو واضح في فرنسا ..لكن لا ..فان المسلمين والمسيحيين يدا واحدة من اجل اعلاء كلمة الحق التي يؤمنون بها, فكلانا من دعاة السلام امتدادا من عيسى (عليه السلام) ومرورا بمحمد بن عبدالله (صلى الله عليه واله وسلم) وانتهاء بالمهدي (عجل الله فرجه الشريف) وكما قال تعالى :{ لتجدن اشد الناس عدواة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون* واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* ومالنا لانؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع ان يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين* فاثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين }
اذن فلنكن يدا واحدة من اجل نبذ العنف والارهاب والتكفير والطائفية والعرقية ولنتمسك بديننا ايا كان فكما قال السيد الوالد ( قدس الله سره الشريف):{ كما انني في هذا المستوى من التفكير لا اطلب منكم تغير اديانكم او مذاهبكم , وانما كونوا طيبين ومتورعين في الدين الذي تؤمنون به والمذهب الذي تؤمنون به, فانه ليس هناك مذهب ولادين يجيز شرب الخمر والسرقة والغش والظلم والاعتداء وتمرير المصالح الدنيوية وتفضيل الانانية. حاشا الله وحاشا لاديان الله كلها من هذه الامور. وانا قلت في خطبة سابقة ما مضمونه , السؤال عما اذا كان عيسى (عليه السلام) شارب خمر او سارق او ظالم او اناني؟, او كان موسى كذلك ؟, اوكان ابراهيم كذلك؟, او كان محمد( صلى الله عليه واله وسلم) كذلك؟حاشاهم جميعا طبعا . او كان سليمان الذي بنى هيكل سليمان المقدس في نظر اليهود كذلك؟ لا طبعا حاشاهم جميعا من كل ذلك. ام كانت نساؤهم سافرات ومتعاملات مع الرجال بالسوء والفتنة؟ يضعن المكياج في الشوارع ويسرن في الاسواق ويطمعن في زخارف الدنيا ويشربن الخمر ويعشن على الربا ويكذبن وياكلن لحم الاخرين بالغيبة والبهتان ؟ حاشا لاولئك من ذلك.
والملحوظة الاخيرة انه لاينبغي ان يياس الفرد من نفسه ومن توبته باعتبار انه متمرس كثيرا في اصناف الحرام او عائش على المال الحرام فيكون يائسا من رحمة الله , لا,لا يجوز . فكانه يرى انه لا مجال لان تقبل توبته او يكون مشمولا لرحمة الله . كلا ثم كلا لمثل هذه الفكرة . لاتياسوا من رحمة الله التي وسعت كل شيء فان الله واسع الرحمة سريع الرضا عطوف رؤوف باسط اليدين بالعطاء والسخاء فيجب ان لانقنط من رحمة الله او نياس من عفوه وانما اللازم هو حسن الظن بالله والمبادرة الى طاعة الله ورضا الله وانما الذي ينبغي ان يفكر فيه الفرد انه لو بقي على حاله من العصيان ولو ليوم واحد او ساعة واحدة فضلا عن الكثير فان الله تعالى شديد العقاب ومنتقم وانما يجني الفرد على نفسه ويكون من الهالكين والخاسرين ممن خسروا انفسهم , فبادروا رحمكم الله الى طاعة الله الذي يذكر الذاكرين ويشكر الشاكرين ويزيد في ثواب المطيعين فان هذا هو الطريق الحق ومابعد الحق الا الضلال}.(( خطبة الجمعة 31))
ونلتزم بكل ماهو جميل ليعم السلام في ربوع العالم فلا نسمع اصوات الثكالى ولا عويل الاطفال ولا انين الجرحى ولا دوي المدافع ولا ازيز الطيارات بل فقط صوت الحق الهاتف ( نعم نعم للسلام ) بعونه تعالى وليعود كل جندي الى عائلته ويرجع كل اسير الى بلده ولنغلق السجون وليذهب التعذيب ويلغى التهميش ولنعيش سوية نبني عالمنا بسواعد النساء والرجال بما يرضي الله والضمير.
مقتدى الصدر