أوحى الله عز وجل إلى داود(ع):
يا داود تريد وأريد ولا يكون إلا ما أريد، فان سلمت لما أريد أعطيتك ما تريد وان لم تسلم لما أريد أتعبتك
فيما تريد ولا يكون إلا ما أريد.
وفيما أوحى إلى داود: يا
داود إني وضعت خمسة في خمسة، والناس يطلبونها في خمسة غيرها، فلا يجدونها: وضعت العلم في الجوع والجهد،
وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه ووضعت العز في طاعتي وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه،
ووضعت الغني في القناعة، وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه ووضعت رضائي في سخط الناس وهم يطلبونه في رضا
النفس، فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنة وهم يطلبونه في الدنيا، فلا يجدونه.
يا داود بشر المذنبين وأنذر
الصديقين، قال: كيف أبشر المذنبين وأنذر الصديقين ؟ قال: بشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن
الذنب، وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فانه ليس من عبد أنصبته للحساب إلا هلك.
أوحى الله الى داود: ما
أعتصم بي أحد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيته ثم تكيده السموات والأرض ومن فيهن إلا جعلت له
المخرج مما بينهن، ومن أعتصم أحد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته الا قطعت له أسباب السموات من يديه وأسخت
الأرض من تحته، ولم أبال بأي واد هلك.
أوحى الله تعالى الى داود
عليه السلام: ان العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي. قال داود: يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال: يدخل
على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاه منك.