س25/ بماذا تنصح المسؤولين العراقيين المتواجدين في الحكومة وبالخصوص تجاه علاقاتهم مع الاحتلال؟
ج/ اذكر في هذا المورد مابينه السيد الوالد عسى ان يستنتجوا بعض العبر وليس كلها:{ ماروي عن محمد بن الفضل قال: اختلفت الرواية بين اصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء, هو من الاصابع الى الكعبين , ام من الكعبين الى الاصابع. فكتب علي بن يقطين وهو احد الموالين للائمة والعاملين في قصر هارون الرشيد العباسي, فكتب ابن يقطين الى ابي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام): جعلت فداك, ان اصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين, فاذا رايت ان تكتب بخطك بما يكون عملي عليه فعلت انشاء الله. فكتب اليه ابو الحسن ( عليه السلام) : فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء والذي آمرك به في ذلك ان تتمضمض ثلاثا وتستنشق ثلاثا وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يديك الى المرفقين ثلاثا وتمسح راسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما وتغسل رجليك الى الكعبين ثلاثا ولا تخالف في ذلك الى غيره.
فلما وصل الكتاب الى علي بن يقطين تعجب مما رسم له فيه مما جميع العصابة على خلافه( يعني جميع الشيعة على خلافه). ثم قال : مولاي اعلم بما قال وانا ممتثل لامره. فكان يعمل في وضوءه على هذا الحد( يعني على هذا الشكل والاسلوب) ويخالف ماعليه جميع الشيعة امتثالا لامر ابي الحسن( عليه افضل الصلاة والسلام). وسعي بعلي بن يقطين الى الخليفة العباسي وقيل انه رافضي مخالف لك . فقال الرشيد لبعض خاصته : قد كثر عندي القول في علي بن يقطين والقرف له بخلافنا وميله الى الروافض ولست ارى في خدمته لي تقصيرا وقد امتحنته مرارا فما ظهرت منه على مايقرف منه واحببت ان استبرء امره من حيث لايشعر فيحترز مني – لانه اذا شعر به احترز واذا لم يشعر لم يحترز, فانا اريد ان اراقبه من حيث لايعلم) فقيل له : ان الرافضة يا امير المؤمنين تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه ولاترى غسل الرجلين , فامتحنه من حيث لايعلم بالوقوف على وضوءه: فقال اجل هذا الوجه يظهر به امره. ثم تركه مدة واناطه بشيء من الشغل في الدار حتى دخل وقت الصلاة وكان علي بن يقطين يخلو في حجرة في الدار لوضوءه وصلاته فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين ولا يراه هو , فدعا الماء للوضوء فتوضا كما تقدم ,(يعني كما علمه الامام( عليه السلام)) والرشيد ينظر اليه فلما رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى اشرف عليه بحيث يراه ثم ناداه: كذب ياعلي بن يقطين من زعم انك من الرافضة.وصلحت حاله عنده. ورد عليه ( أي بعد هذه الحادثة) كتاب ابي الحسن موسى (عليه السلام) ابتداء( يعني من دون سؤال سابق): من الان ياعلي بن يقطين توضأ كما امر الله تعالى اغسل وجهك مرة فريضة ومرة اسباغا واغسل يديك من المرفقين كذلك (أي مرتين وليس ثلاثه) وامسح بمقدم راسك وظاهر قدميك من فضل ندواة وضوءك , فقد زال ما كنا نخاف عليك والسلام.(اللهم صلي على محمد وال محمد ).
لاحظوا ... انه لو كان قد شكك علي بن يقطين بما صدر اليه من الامام (عليه السلام) في كيفية الوضوء التي تخالف اجماع الشيعة لوقع في المحذور بكل تاكيد, ولكن انظروا الى مدى يقينه بالامام (عليه السلام) والتزامه بامره واطاعته له كالميت بين يدي الغسال وهكذا ينبغي ان يكون الانسان امام المعصومين وليس في حياتهم فقط بل دائما سبحان الله..!}((خطبة الجمعة 21)).