[color=blue]تركوا عهد أحمد في أخيه
وأذاقوا البتول ما أشجاها
وهي العروة التي ليس ينجو
غيرُ مستعصمٍ بحبل ولاها
لم ير الله للرسالة أجراً
غيرُ حفظ الزهراء في قرباها
يوم جاءت يا للمصاب إليهم
ومِنَ الوجدِ ما أطال بكاها
فدعت واشتكت إلى الله شكوى
والرواسي تهتزمن شكواها
فاظمأَنّت لها القلوب وكادت
أن تزول الأحقاد ممن حواها
تعظ القوم في أتم خطاب
حكت المصطفى به وحكاها
أيها القوم راقبوا الله فينا
نحنُ من روضة الجليل جناها
نحن من بارئ السماوات سرٌ
لو كرهنا وجودها ما براها
بل بآثارنا ولطف رضانا
سطح الأرضَ والسماءَ بناها
وبأضوائنا التي ليس تخبو
حَوَتِ الشُّهْبَ ما حوت من سناها
واعلموا أنّنا مشاعر دين اللـ
ــــه فيكم فأكرموا مثواها
ولنا من خزائن الغيب فيض
ترد المهتدون منه هداها
إن تروموا الجنان فهي من اللـ
ـــه إلينا هديّة أهداها
هي دارٌ لنا ونحن ذووها
لا يرى غيرُ حزبِنا مرآها
وكذاك الجحيم سجن عدانا
حسبهم يوم حشرهم سكناها
أيها الناس أيّ بنت نبيٍّ
عن مواريثها أبُوها زواها
كيف يزوي عني تراثيَ زاوٍ
بأحاديث من لَدُنْهُ ادّعاها
هذه الكُتْبُ فاسألوها تروها
بالمواريث ناطقاً فحواها
وبمعنى "يوصيكم الله"أمرٌ
شامل للعباد في قرباها
كيف لم يوصنا بذلك مولا
نـا وتلكم من دوننا أوصاها
هل رآنا لا نستحق اهتداء
واستحقّت هي الهدى فهداها
أم تراه أضلّنا في البرايا
بعد علمٍ لكي نُصيبَ خطاها
مالكم قد منعتمونا حقوقاً
أوجب الله في الكتاب أداها
قد سلبتم من الخلافة خوداً
كان منَا قناعها ورداها
وسبيتم من الهدى ذات خدرٍ
عزّ يوماً على النبيِّ سِباها
هذه البردة التي غضب اللـ
ــــهُ على كلِّ مَنْ سوانا ارتداها
فخذوها مقرونة بشنارٍ
غيرَ محمودةٍ لكم عقباها
ولأيّ الأمور تُدفن سرّاً
بضعة المصطفى ويُعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس وجداً
في فم الدهر غصّة من جواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوى
أيُّ قدسٍ يضمُّه مثواها(1)
(1)[المجالس السنية] السيد محسن الأمين (ج2/ص136-137).
[/color]