عندما عاد الأب إلى بيته متأخراً كالعادة , وقد أصابه الأرهاق والتعب ,وجد أبنه الصغير ينتظره عند الباب.. الأبن هل لي أن أطرح عليك سؤالاً يا أبي؟ ألأب: طبعاً يا بني تفضل . الأبن كم تكسب من المال في الساعة يا أبي؟ الأب غاضباً: هذا ليس من شأنك!ما الذي يجعلك تسأل مثل هذه الأسئلة السخيفة؟ الأبن : فقط أريد أن أعرف, أرجوك يا أبي أخبرني ؟ الأب :إن كنت مصراً فإني أكسب دينارين في الساعة. الأبن بعد قليل من التفكير :هلاَ أقرضتني ديناراً واحداً من فضلك يا أبي؟ الأب ثائراً :تريد أن تعرف كم أكسب من المال لكي أعطيك ديناراً تنفقها على الدمى التافهة والحلوى , إذهب إلى غرفتك ونم ,فأنا أعمل طوال اليوم وأقضي أوقاتاً عصيبة في عملي, وليس لدي وقت لتفاهتك هذه. لم ينطق الولد بأي كلمة.. نزلت دمعة من عينيه وذهب إلى غرفته لكي يخلد إلى النوم. بعد حوالي ساعة أخذ الأب يفكر قليلاً فيما حدث, وشعر بأنه كان قاسياً مع طفله ,فربما الصبي كان بحاجة للدينار ,ذهب الأب مباشرة إلى غرفة نوم إبنه وفتح الباب. ثم قال هل أنت نائم؟ فرد الأبن: لا يا أبي ما زلت مستيقظاً. قال له الأب: كنت قاسياً معك كان اليوم طويلاً وشاقا , تفضل هذا الدينار الذي طلبته. فرح الأبن فرحاً شديداً, ولكن الأب فوجئ بالصغير يأخذ ديناراً من تحت الوسادة ويضعها مع هذا الدينار. غضب الأب وسأله: لماذا طلبت ديناراً ما دُمت تملك المال؟ رد الأبن ببراءة: لم يكن لدي ما يكفي, أما الآن فقد أصبح معي ديناران ,أريد أن أشتري ساعة من وقتك نقضيها سويةً !!