نحو صوم حقيقي

ورد الحث على الصيا م في الشريعة المقدسة ,حيث قال المولى جل شانه:
((((ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم))))
وقوله في الحديث القدسي:
(الصوم لي وانا اجزى به)
وقول الرسول الاعظم صلّى الله عليه واله:
(صوموا تصّحوا) وقوله
(الصوم جنة من النار) , الى عشرات الاحاديث والاخبار الصادرة من اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم اجمعين والتي تدعوا المؤمنين الى التمسك بهذه الشعيرة العبادية واعطاءها حقها واظهارها بالمظهر اللائق بها, ونحن الان اذ نعيش الاجواء العطرة ونتعرض للنفحات الالهية في شهر الله المعظّم شهر رجب الاصب (الذي ازف على نهايته المباركة)حيث قال الرسول الكريم صلّى الله عليه واله مبينا فضل الصائمين في هذا الشهر الحرام:
(الا من صام من رجب يوما استوجب رضوان الله الاكبر وابتعد عن غضب الله واغلق عنه باب من ابواب النار)
وقال صلى الله عليه واله:
(من صام ثلاثة ايام من رجب وجبت له الجنة)
(رجب نهر في الجنة اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل,من صام يوما من رجب سقاه الله من ذلك النهر)
وفي فضل شهري شعبان ورمضان فحدّث ولا حرج,ففيهما الفضل الكبير الذي لايعد ولا يحصى ,,وكل تلك النعم والعطايا الربّانية التي يهبها الله سبحانه وتعالى للصائمين تستوجب منا مقابلتها بان ناتي بالصيام على اكمل وجه ممكن:
((((لايكلّف الله نفسا الا وسعها))))
((((هل جزاء الاحسان الا الاحسان))))
حتى ان مريم عليها السلام( كما في بعض المرويات عن اهل بيت العصمة )عندما سالت ما اكثر شيء تتمنينه اذا رجعت الى الدنيا قالت ما مضمونه:
(هناك شيئين اتمنى القيام بهما وهما قيام الليل في ليلة باردة والصوم في يوم حار)
لكن,
ترى الصائم منا اذا اذا صام يجعل نهاره ضيقا حرجا كانما يصّعد في السماء فينفعل لاتفه الاسباب ولايستطيع ان يتمالك نفسه لادنى كلمة تمسه وترى عائلته يتحاشونه ويخافون شدة باسه!! لانه صائم وخاصة في ايام الحر كايامنا هذه ,فهل هذا الفعل ينسجم وفلسفة الصيام ولاجلها فرض على الامة,الا يجدر بنا ان نعرف ان الجوع والعطش وغيرهما من التروك والافعال ان هي الا مقّدمة للصيام الحقيقي أي ان صوم الجوارح هو عون ومقدمة لصوم الجوانح.
*كتب الامام ابو الحسن الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله:
((علّة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ليكون ذليلا مستكينا ماجورا محتسبا صابرا ويكون ذلك دليلا له على شدائد الاخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات واعظا له في العاجل دليلا على الاجل ليعلم شدة مبلغ ذلك من اهل الفقر والمسكنة في الدنيا والاخرة))
*وفي الرواية-سمع رسول الله صلّى الله عليه واله امراة تساب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله صلّى الله عليه واله بطعام فقال لها كلي فقالت اني صائمة فقال كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك ان الصوم ليس من الطعام والشراب.
اذن, هل تلك الجوائز والعطايا التي يتحف بها المؤمنون الصائمون تستوجب كل تلك العصبية والغضب وعدم السيطرة على اعصابهم كلا والف كلا,فالمرجو من الصائم ان يكون اكثر انضباطا وسيطرة على نفسه واعصابه ويعكس الخلق العالي وان يكون في اعلى مراتب الهدوء والسكينة واطئمنان النفس والاغتراف المعنوي والمادي من هذه الاشهر العظيمة وان نكون بحق مصداق للصائمين الساعين لرضا الله سبحانه وتعالى والحمد لله رب العالمين.

جزاك الله خيرا على الموضوع